“إميلي شيفيلد: المتحف المصري الكبير يعلّم المتاحف البريطانية درسًا في الثقافة والهوية”
كتبت : يوستينا ألفي
في زيارة تاريخية إلى المتحف المصري الكبير، لم تتمكن الكاتبة البريطانية الشهيرة إميلي شيفيلد من إخفاء إعجابها بالمتحف الذي يعد واحدًا من أبرز المعالم الثقافية في العالم. تصريحاتها الأخيرة حول المتحف أثارت الكثير من الجدل، حيث أكدت أن المتاحف البريطانية يجب أن تتعلم من هذا النموذج الرائع، معبرة عن خجلها من وضع متحفها الوطني مقارنةً بالمتحف المصري، وهو ما جعلها تؤكد على ضرورة استعادة مصر لحجر رشيد الذي ظل في بريطانيا منذ القرن التاسع عشر.
جولة ثقافية في المتحف المصري الكبير:
تعتبر زيارة إميلي شيفيلد للمتحف المصري الكبير بمثابة شهادة تقدير عالمية للجهود التي تبذلها مصر في الحفاظ على تراثها الثقافي، حيث يبدو أن المتحف قد ترك انطباعًا قويًا في قلب الكاتبة البريطانية. ورغم أن بريطانيا تملك واحدة من أعرق وأشهر المتاحف في العالم، وهو المتحف البريطاني، إلا أن شيفيلد لم تتردد في القول إن هذا الأخير “يبدو مخجلًا” مقارنةً بالمتحف المصري الكبير الذي يعكس تاريخًا عميقًا وحضارة تمتد لآلاف السنين.
حجر رشيد قضية لا تنتهي:
تزامنًا مع تصريحات شيفيلد، عادت قضية حجر رشيد لتطفو على السطح من جديد، حيث أكدت على أن المصريين لهم الحق الكامل في المطالبة باستعادته. الحجر الذي يُعتبر رمزًا للهوية المصرية، تم نقله إلى بريطانيا خلال الحملة العسكرية لنابليون بونابرت في القرن التاسع عشر، ليصبح في حوزة المتحف البريطاني منذ ذلك الحين.
ورغم محاولات عدة في الماضي للمطالبة بعودة الحجر، إلا أن المتحف البريطاني لم يستجب بعد لهذه المطالب. وتظل قضية الحجر جزءًا من الصراع الثقافي الأوسع حول استعادة الآثار المسروقة من الدول الأصلية.
الخطوات المستقبلية:
إميلي شيفيلد ليست الوحيدة التي تعبر عن وجهة نظرها هذه. العديد من الشخصيات الثقافية والفكرية في مصر والعالم العربي يؤكدون على أن استعادة القطع الأثرية التي تم الاستيلاء عليها عبر التاريخ هو حق مشروع. وعليه، يبدو أن زيارة شيفيلد قد تكون دفعة قوية للتأكيد على هذا الحق، مما يعزز من المطالب المصرية على الصعيد الدولي.
إن تصريحات إميلي شيفيلد تمثل بداية حوار مهم حول دور المتاحف في الحفاظ على التراث الثقافي، والمساهمة في تعزيز العلاقات الثقافية بين الدول. كما أن قضية حجر رشيد تظل رمزًا لنضال مصر لاستعادة تاريخها وحضارتها التي تستحق أن تكون في قلب القاهرة، وليس في لندن.
نأمل أن تستمر هذه النقاشات في جذب الانتباه إلى القضايا الثقافية العالمية، بما يعزز من احترام حقوق الشعوب في الحفاظ على هويتهم التاريخية.