ماكرون في مصر: دبلوماسية إنسانية واقتصادية عند أبواب غزة
كتبت : يوستينا ألفي
في زيارة رسمية تحمل رسائل إنسانية وسياسية واقتصادية، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في توقيت بالغ الدقة تشهده المنطقة بسبب التصعيد المتواصل في قطاع غزة، وسط جهود دولية مكثفة للتهدئة وإغاثة المدنيين.
العريش… أولى المحطات وأقربها إلى النار
اختار ماكرون أن يبدأ زيارته من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، والتي أصبحت مركزًا رئيسيًا لتجميع وتنسيق المساعدات المتجهة إلى غزة. زيارة الرئيس الفرنسي لهذا الموقع تحمل بعدًا رمزيًا وإنسانيًا، إذ تهدف لإيصال رسالة دعم قوية لجهود وقف إطلاق النار، وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع المحاصر.
قمة مصرية – فرنسية لرسم خطوط التهدئة
في القاهرة، عقد ماكرون والسيسي مباحثات ثنائية شملت ملفات عدة، على رأسها القضية الفلسطينية، والتنسيق المشترك لإعادة إعمار غزة، وسبل الدفع نحو حل سياسي دائم وشامل للصراع. وذكرت مصادر دبلوماسية احتمال انعقاد قمة ثلاثية تضم إلى جانبهما العاهل الأردني عبد الله الثاني، لتوحيد الرؤى تجاه مستقبل الوضع في الشرق الأوسط.
الاقتصاد حاضر بقوة
بعيدًا عن السياسة، لم تغب الملفات الاقتصادية عن أجندة الزيارة، إذ التقى ماكرون بوفد من رجال الأعمال المصريين والفرنسيين، وناقش الطرفان فرص التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة. وتشير هذه اللقاءات إلى رغبة فرنسية واضحة في تعزيز الشراكة الاقتصادية مع مصر، باعتبارها بوابة استراتيجية نحو إفريقيا والشرق الأوسط.
فرنسا ومصر… علاقات تتجدد في زمن الأزمات
تأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات القوية والمتنامية بين القاهرة وباريس، والتي شهدت تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة. زيارة ماكرون، وهي الثانية له إلى مصر منذ توليه الرئاسة، تعكس مكانة القاهرة في السياسات الإقليمية والدولية، خصوصًا في ملفات الأمن والاستقرار.
يحمل ماكرون إلى مصر أكثر من ملف، وأكثر من رسالة، لكن الرسالة الأبرز تبقى إنسانية، تتعلق بحياة أبرياء تحت القصف، وبجهود دولية لإعادة الأمل إلى أرض تئنّ تحت الحصار.