• 7 أبريل، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

من قلب القاهرة… رسائل استراتيجية تُعيد رسم خريطة الدور المصري”

من قلب القاهرة… رسائل استراتيجية تُعيد رسم خريطة الدور المصري”

كتبت : يوستينا ألفي 

في خطوة جديدة تُضاف إلى صفحات التاريخ، تواصل مصر بثبات رسالتها للعالم: نحن دولة آمنة، قادرة على تشكيل تحالفات استراتيجية قوية، وقادرة على لعب دور محوري على الساحة الدولية. مساء أمس، كان من الواضح أن الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة حملت بين طياتها العديد من الرسائل الدبلوماسية التي تجاوزت مجرد اللقاءات الرسمية، لتصل إلى عمق العلاقة بين مصر والعالم.

أمن مصر في قلب القاهرة:

لا شك أن العاصمة المصرية شهدت مشهدًا غير تقليدي، حيث سار الرئيس المصري في شوارع خان الخليلي، أحد أكثر الأماكن ازدحامًا في القاهرة، متأبطًا يد الرئيس الفرنسي. الرسالة هنا واضحة: مصر آمنة ومستقرة، حتى في أكثر الأماكن شعبية وزحامًا. شعبيتها ووعيها السياسي جعلها قادرة على استيعاب أي ضغوط خارجية. وأهالي القاهرة الذين شهدوا اللقاء كانوا على دراية تامة بأن هؤلاء الذين صوّروا مع الرئيسين هم أصحاب محلات وبازارات، ليسوا “أم مركزيين” كما يدّعي البعض.

مصر كدولة كوزمولتانية:

حديث الرئيس المصري عن تنوع القاهرة العرقي والثقافي، مشيرًا إلى تعايش اليهود والأرمن وغيرهم، هو إشارة قوية إلى مصر كدولة كوزمولتانية تحتضن جميع الأديان والعرقيات في بوتقة واحدة. هذه الرسالة التي وجهها إلى الرئيس ماكرون تكشف عن قدرة مصر على خلق بيئة ثقافية غنية ومتنوعة، وهو ما يعزز مكانتها في العالم كدولة تقدم نموذجًا للتعايش والسلام.

على العشاء، في مطعم نجيب محفوظ

حيث يمتزج عبق الأدب المصري مع أجواء المكان التاريخي، كان الرئيس يوجه رسالة أخرى: “إحنا مش محتاجين حاجة، إحنا عندنا الخير كله”. هذه العبارة، التي قالها بمرح وفكاهة، تؤكد أن مصر لا تبحث عن دعم مادي، بل تفتخر بما تملكه من تاريخ وثقافة وموارد.

رسائل دبلوماسية لواشنطن وتل أبيب:

من خلال اللقاءات المعلنة والصفقات المنتظرة، تعتبر الزيارة بمثابة رسالة شديدة الوضوح للأمريكيين والإسرائيليين. مصر، في عيون رئيسها، قادرة على بناء تحالفات قوية مع القوى الكبرى حسب مصالحها. هذه التحالفات ليست فقط على المستوى العسكري، بل تشمل الاقتصاد والدبلوماسية. وبالنسبة للروس، الرسالة كانت واضحة: مصر قادرة على استعادة التوازن في أفريقيا، ولديها القوة العسكرية لمنافسة أي قوة أخرى في المنطقة.

الضحكة والملامح الجديدة للرئيس:

لا يمكن إغفال الفرق بين ملامح الرئيس في احتفالات ليلة القدر وملامحه اليوم. التغيير في تعبيرات وجهه وضحكته العفوية يعكس تغيّر المزاج الوطني، حيث تُظهر هذه اللحظة استقرارًا داخليًا ينعكس على أداء القيادة السياسية في مواجهة التحديات الدولية.

 

المقال السابق

تعليق الدراسة في جامعة القاهرة بسبب زيارة ماكرون: ماذا وراء القرار؟”

المقال التالي

“وداعًا للإمبراطور: مصر تودع ميشيل أُحد، عملاق عالم السيارات”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *