• 20 أبريل، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

 “الهرم تحت الحصار: حينما تنتصر الحناطير على الدولة

الهرم تحت الحصار: حينما تنتصر الحناطير على الدولة”

كتبت : يوستينا ألفي 

في مشهد صادم لا يليق بأحد أعظم معالم العالم، تحوّل محيط منطقة الأهرامات صباح اليوم إلى ساحة من الفوضى والشلل التام، بعد أن أقدم عدد من أصحاب الحناطير في نزلة السمان على قطع الطريق المؤدي إلى الأهرامات، مانعين الأوتوبيسات السياحية من المرور، في واقعة وصفها شهود العيان بـ”الفضيحة الكاملة”.

النتيجة؟ تكدّس مروري خانق، تأخر السياح عن مواعيدهم، وصورة سلبية صدّرتها مصر للعالم أجمع، من قلب أحد أعظم رموزها التاريخية.

 

غياب أمني مريب

اللافت في الأمر، أن تلك الفوضى حدثت في غياب شبه تام لقوات الأمن. الغياب الذي يطرح تساؤلات مشروعة: كيف تختفي قوات الأمن في موقف خطير كهذا، بينما لا تتأخر عن الظهور عند أول لافتة سياسية؟ وهل أصبح أمن السائح أقل أهمية من حسابات أخرى؟

 

تحالفات خفية و”سبوبة” لا تموت

المشكلة أعمق من مجرد فوضى عارضة. هناك علاقة ملتبسة بين بعض أصحاب الخيول، وأجهزة بعينها، أدت إلى تغلغل نوع من “المافيا” التي تتعامل مع المنطقة وكأنها عزبة خاصة. وبدلًا من معالجة المشكلة الأصلية—وهي ثقافة استغلال السائح وتقليبه ماديا—تم اللجوء إلى حلول تجميلية مثل إبعاد البوابة السياحية إلى مسافة بعيدة، مما خلق أزمة جديدة: كيف نُدخل السائح إلى الهرم بعد أن أبعدناه؟

 

رسالة إلى ساويرس: “ابني اللي انت عايزه.. هنبوظهولك

الحدث لم يمر مرور الكرام، بل حمل رسائل ضمنية صريحة، أبرزها أن تحالف الخيالة والمنتفعين قرر الرد على محاولات تنظيم المنطقة بإفشالها ميدانيًا، في مشهد يعكس غياب الحسم وتراخي الدولة أمام قوى الفساد الصغيرة.

 

هل نحتاج تدخل المخابرات؟

يبقى السؤال المؤلم: هل نحتاج إلى تدخل من رئيس الجمهورية أو جهاز المخابرات لحل أزمة في قطعة أرض صحراوية؟ هل أصبحنا عاجزين عن فرض النظام دون اللجوء إلى الرتب العليا؟ الإجابة التي يعرفها الجميع، أن الحل بسيط، لكنه يحتاج فقط إلى إرادة حقيقية… بعيدًا عن المجاملات والمصالح.

 

 

 

المقال السابق

حدث صناعي بارز يعزز تمكين الشباب وتطوير المهارات التقني

المقال التالي

مدبولي: تراجع الجنيه مؤقت والحكومة تضمن الاستقرار الاقتصادي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *