يوستينا ألفي “بين ثبات السوق وتقلبات العالم.. الدولار يُبقي الجنيه في وضع الاستقرار”
كتبت : يوستينا ألفي
في ظل موجات التذبذب الاقتصادي العالمي، شهد سعر الدولار الأمريكي استقرارًا ملحوظًا أمام الجنيه المصري خلال تعاملات صباح اليوم، ما يعكس حالة من التوازن النسبي في السوق المصرفية المحلية، وسط مراقبة دقيقة من جانب المستثمرين والمواطنين على حد سواء.
وسجل سعر الدولار في البنك المركزي المصري 47.17 جنيه للشراء و47.27 جنيه للبيع، وهي نفس معدلات الأمس دون أي تغيّر يُذكر، بحسب ما أعلنته البنوك الرسمية صباح الخميس. ويأتي هذا التثبيت بعد فترة من الارتفاع التدريجي نتيجة ضغوطات السوق العالمية وتراجع المعروض من العملة الأجنبية.
ما وراء الاستقرار؟
يُعزى هذا الثبات إلى عدة عوامل؛ أبرزها الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري مؤخرًا لضبط سوق الصرف، إلى جانب تدفقات نقدية من السياحة، وتحويلات المصريين بالخارج، وصفقات الاستثمار الجديدة في مشروعات الدولة.
كما ساهم التراجع النسبي في الطلب على العملة الأمريكية خلال الأسبوع الجاري، إضافة إلى توقعات ببدء عودة استثمارات أجنبية مباشرة إلى السوق المصري، في دعم هذا الاتجاه الهادئ لسعر الصرف.
تأثير الاستقرار على المواطن والأسواق
من جانبه، أكد عدد من خبراء الاقتصاد أن استقرار الدولار، وإن كان مؤقتًا، يُخفف من الضغوط التضخمية على أسعار السلع المستوردة، ويمنح التجار والمستوردين فرصة لإعادة ترتيب أوضاعهم.
وأشار المحلل الاقتصادي د. محمود عوض إلى أن “السوق في حاجة لمزيد من الثقة، وهذا الاستقرار وإن لم يكن انخفاضًا، يُعد خطوة إيجابية في طريق السيطرة على الانفلات الذي شهده سعر الصرف خلال الأشهر الماضية”.
نظرة إلى المستقبل
رغم الاستقرار الظاهري، ما زال الوضع الاقتصادي العالمي يلقي بظلاله على السوق المصرية. فالعين ما زالت على تقارير الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتحركات أسعار الفائدة عالميًا، إضافة إلى استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الشركاء الاقتصاديين الكبار.
ويبقى السؤال: هل يستطيع الجنيه الحفاظ على هذا التوازن؟ أم أن القادم يحمل جولة جديدة من تقلبات سعر الصرف
