“من النخوة إلى الفوضى.. من يحاسب من يعبث بالهوية المصرية؟!”
بقلم: يوستينا ألفي
لم يكن المشهد عابرًا، ولم تكن الضجة التي أثارها مجرد رد فعل عاطفي لجمهورٍ غاضب، بل كانت صرخة وطنية موجعة في وجه العبث الذي طال رموزنا وثوابتنا وهويتنا المصرية الأصيلة.
الفنان محمد رمضان، الذي اعتاد تصدُّر العناوين بطريقة مثيرة للجدل، ظهر هذه المرة على مسرح مهرجان “كوتشيلا” العالمي بالولايات المتحدة مرتديًا ملابس أقل ما توصف به أنها مستفزة وغير لائقة، متلحفًا بعلم مصر! مشهد لم يكن يحمل من الفن شيئًا بقدر ما حمل من الاستخفاف بقيمة العلم الذي استُشهد تحته أبطال، ورايته التي طالما كانت عنوانًا للكرامة والهيبة المصرية.
فهل أصبحت مؤسسات الدولة عاجزة عن مواجهة هذا التعدي الصارخ على الهوية؟ وأين هي الرقابة الفنية والإعلامية؟ وأين موقف النقابات؟ وهل صارت الوطنية سلعة تُستهلك وقت اللقطة فقط ثم تُرمى في سلة الإهمال؟
ما يحدث اليوم هو تمهيد خطير لتغييب الوعي، وتشويه ملامح الشخصية المصرية، وتفريغ القيم من مضمونها، تحت مسمى “الترند” و”النجومية”. وتزامن صمت المؤسسات مع صعود مثل هذه النماذج بات يشكل خطرًا حقيقيًا على الأجيال القادمة.
إن الفن، كما الإعلام والتعليم، كان عبر التاريخ جزءًا من مشروع وطني متكامل لتشكيل الوجدان المصري. واليوم، حين يتحول إلى وسيلة للإسفاف، يجب أن نتوقف، ونسأل: من المسؤول؟ وهل فقدنا البوصلة فعلاً؟
لا نطالب بالمطاردة أو الإقصاء، ولكن نطالب بالمحاسبة والوقوف وقفة جادة أمام كل من يعبث بالرموز. لأن الأوطان لا تُبنى بالصمت، ولا تُحترم بالشعارات الفارغة، بل بالفعل، والموقف، والإرادة.
الوطن ليس مجرد علم.. الوطن كرامة.