• 16 أبريل، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

“بيشوي شهيد الشهامة.. حين تُقتل الرجولة في شوارعنا!”

“بيشوي شهيد الشهامة.. حين تُقتل الرجولة في شوارعنا!”

 

كتبت : يوستينا ألفي 

في زمنٍ باتت فيه الشوارع مرآة لانهيار القيم، تُزهق أرواح الشجعان لا لذنبٍ ارتكبوه، بل لأنهم تمسكوا بما تبقى من رجولة في زمنٍ يخذل فيه المجتمع أبناءه.

 

بيشوي سمير، شاب في الرابعة والثلاثين، خرج في يوم عادي بصحبة شقيقاته ليشتروا ملابس العيد، لم يكن يعلم أن تلك اللحظات القريبة من الفرح ستتحول إلى مأساة لن تُمحى من ذاكرة العائلة، ولا من ضمير هذا الوطن.

 

اعترض طريقهم خمسة ذئاب بشرية، تحرشوا لفظيًا بالفتيات في وضح النهار. لم يقبل بيشوي أن تمر الإهانة، وقف شامخًا، دافع عن كرامتهن، عن شرف العائلة، فكان جزاؤه طعنة غادرة في القلب أنهت حياته أمام أعين من خرج ليحميهن.

 

سؤال موجع: هل أصبحت الشجاعة جريمة تستحق القتل؟

بيشوي لم يكن أول من دفع حياته دفاعًا عن الحق، لكنه يجب أن يكون الأخير. قضيته ليست فردية، بل جرس إنذار لمجتمع يسير نحو الهاوية إذا استمر في الصمت والخذلان.

 

التحرش لم يعد “ظاهرة”، بل أصبح وباءً. لم يعد مجرد نظرة أو كلمة، بل تعدى ليصل إلى القتل. ومجتمع يتسامح مع المتحرشين، أو يتعامل مع الأمر وكأنه “شيء عادي”، هو مجتمع يُهيئ التربة للجريمة التالية.

 

نعم، نحن جميعًا مسؤولون.

مسؤولون عن صمتنا، عن ضحكاتنا التي تبرر، عن سكوتنا الذي يُفسَّر كتواطؤ. مسؤولون عن أن نخلق لأبنائنا بيئة تحترم المرأة، وتؤمن أن الشهامة ليست ضعفًا، وأن الرجولة الحقيقية تعني حماية، لا تهديدًا.

 

قضية بيشوي تحتاج أكثر من تعاطف. تحتاج موقف. تحتاج قانونًا يُرعب كل متحرش، وإعلامًا لا يطبع الجريمة، ومدارس تُربي على الكرامة، لا التواطؤ.

إلى من يهمه الأمر:

دم بيشوي أمانة.

وحقه دين.

وحياته التي أُزهقت غدرًا لا يجب أن تذهب هباءً.

فلنجعل من اسمه أيقونة، ومن تضحيته شرارة لقانون يردع، ووعي يُبني، ومجتمع يُعيد حساباته.

ولنرددها كلنا بصوتٍ واحد:

“الشهامة مش جريمة.. وبيشوي مش هيتنسى.”

 

 

 

المقال السابق

بداية مبشرة للنصف الثاني من العام: زيادة مرتبات يوليو رسميًا

المقال التالي

الذهب يواصل الارتفاع في مصر: أسعار المعدن الأصفر تسجل أرقامًا جديدة في 16 أبريل 2025

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *