يوستينا ألفي ” 25 ألف موظف في مهب الشائعة… القصة الكاملة لغلق “بـ لبن”
كتبت : يوستينا ألفي
بين ليلة وضحاها، تصدّرت سلسلة محلات “بـ لبن” تريندات مواقع التواصل، ولكن هذه المرة لم يكن السبب منتجًا جديدًا أو حملة تسويقية ذكية، بل أنباء عن غلق عدد من الفروع وسط شائعات تتحدث عن حالات تسمم غذائي!
ومع تصاعد الضجة، أصبح السؤال الأهم: ما الحقيقة؟ وهل نحن أمام مخالفة إدارية أم حملة ممنهجة؟
الغلق… إداري لا أكثر
الجهات الرسمية المختصة، مثل محافظة الجيزة ومديرية الشؤون الصحية، أوضحت أن غلق بعض الفروع تم لأسباب تنظيمية، تتعلق بتراخيص التشغيل والاشتراطات الإدارية، دون أي علاقة بالصحة العامة أو سلامة الأغذية.
حتى الآن، لم تُسجّل أي حالة تسمم، ولم يصدر أي بلاغ طبي رسمي ضد “بـ لبن”، مما يجعل ما يُتداول على مواقع التواصل أقرب للشائعات منه إلى الوقائع.
البيان الرسمي… وكلمة حق
إدارة “بـ لبن” لم تصمت طويلًا. في بيان واضح وصريح، أكدت أن ما حدث هو غلق إداري في بعض الفروع، وتخضع الشركة لتصحيح الوضع بما يوافق القانون.
لكن اللافت كان تساؤلهم المشروع: “لماذا هذا التركيز الغريب علينا؟ ولماذا تصدّرت شائعات لا أساس لها العناوين دون تحقق؟”
25,000 موظف… في خطر حقيقي
ربما ما لا يدركه البعض أن هذه السلسلة توفّر فرص عمل مباشرة لأكثر من 25 ألف شخص، ما يعني أن أي شائعة غير موثقة، أو عنوان صحفي مثير دون دليل، قد يكون له تأثير مدمر على مستقبل عائلات بأكملها.
حين تصبح الكلمة سلاحًا
لم يعد الأمر مجرّد تفاعل على “بوست”، أو تعليق ساخر على “تويتر”، بل تحوّل إلى خطر يهدد أرزاق الناس. في مجتمع رقمي سريع الاشتعال، أصبحت الحقيقة آخر ما يُسأل عنه، وأصبح التريند هو الهدف، مهما كان الثمن.
هل هو خطأ تنظيمي؟ نعم، وقد بدأ تصحيحه.
هل هناك حالات تسمم؟ لا، ولا توجد أي إثباتات رسمية على ذلك.
هل يحق لنا التشهير؟ بالتأكيد لا.
خاتمة… من المسؤول؟
قد نحب أو لا نحب منتجات “بـ لبن”، لكن الحقيقة تبقى أن أرزاق البشر ليست ساحة لتجريب العناوين، ولا التفاعل السريع.
في زمن الشائعة، يصبح الضمير الصحفي هو خط الدفاع الأخير.
