“في زمن الظلمة.. النور لا يزال يشرق: ظهور النور المقدس في سبت النور وعيد القيامة”
كتبت : يوستينا ألفي
وسط صلوات الإيمان وتنهيدات الرجاء، يشهد العالم اليوم مجددًا أعجوبة تتكرر كل عام ولكنها لا تفقد دهشتها أبدًا. النور المقدس، الذي يخرج من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس، أضاء الأرواح قبل أن يضيء الشموع، ليؤكد أن القيامة ليست ذكرى، بل حياة تُجدد كل من آمن بها.
في سبت النور، يتابع ملايين المسيحيين حول العالم هذا الحدث السماوي، حيث يخرج النور الإلهي دون أي وسيلة إشعال، في لحظة روحانية تخترق القلوب، وتعيد بثّ الأمل وسط عالم مُتخم بالحروب والقلق والظلم. يُقال إن الشعلة لا تحرق الأيدي في لحظاتها الأولى، وكأنها تقول: “هذا نور من السماء، لا من الأرض”.
العيد الذي لا يشبه سواه
يأتي عيد القيامة المجيد ليحمل في طياته رسالة تُخاطب الإنسان في ألمه وضعفه، وتقول له: “قُم.. كما قام”. قُم من يأسك، من انكسارك، من خوفك. فكما دُحرج الحجر عن القبر، يستطيع الله أن يُدحرج أثقالك إن آمنت وأحببت وغفرت.
ورغم ما يمر به الشرق من آلام، ما زالت أعياد القيامة تُحتفل بقلوب تُصرّ أن ترى النور في نهاية كل نفق، ووراء كل صليب. وبين شموع سبت النور وأناشيد “المسيح قام”، تنبعث الروح من جديد، لا كطقس ديني فقط، بل كصرخة حياة.
أكثر من مجرد احتفال
ما يحدث في القدس ليس مجرد طقس، بل إعلان حيّ أن النور لا يُهزم، حتى إن تأخر، وحتى إن اختبأ خلف الصخر لثلاثة أيام. فالعيد الذي يحتفل بالقيامة، هو دعوة دائمة لكل قلب مكسور أن ينهض، ولكل روح متعبة أن تستريح.
في زمن كثُرت فيه الظلال، لا نملك إلا أن نتمسك بالنور.. وها هو يأتي من قبر مفتوح، ليقول لكل العالم: الموت لم ينتصر، والنهاية ليست هنا.