• 14 مايو، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

“السيسي في جيبوتي: زيارة استراتيجية تعيد رسم خريطة النفوذ في القرن الإفريقي”

“السيسي في جيبوتي: زيارة استراتيجية تعيد رسم خريطة النفوذ في القرن الإفريقي”

 

كتبت : يوستينا ألفي 

في تحرّك دبلوماسي يحمل دلالات سياسية واقتصادية هامة، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الجيبوتية جيبوتي، في مستهل زيارة رسمية تأتي ضمن جهود مصر لتوسيع أطر التعاون مع دول القارة السمراء، وتعزيز حضورها في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية عالميًا: منطقة القرن الإفريقي.

 

وكان في استقبال الرئيس السيسي نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية تعكس دفء العلاقات بين البلدين، وتقدير جيبوتي للدور المصري المتنامي في إفريقيا.

 

الزيارة التي توصف بأنها “استراتيجية” تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وسط تطورات متسارعة في البحر الأحمر وتنامي التنافس الدولي في إفريقيا، خاصة في ظل تصاعد النفوذ الصيني والتركي والإيراني في المنطقة.

 

ملفات ساخنة على طاولة المباحثات

تشير مصادر دبلوماسية إلى أن المباحثات ستتطرق لعدة ملفات رئيسية، منها تعزيز التعاون في مجالات النقل البحري والتجارة والبنية التحتية، فضلًا عن الأمن الإقليمي، وتنسيق الجهود في مواجهة الإرهاب وتهريب الأسلحة.

 

ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية التي تعزز الشراكة الاقتصادية والتنموية بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة للشركات المصرية للاستثمار في جيبوتي.

 

البحر الأحمر.. نقطة ارتكاز محورية

جيبوتي تتمتع بموقع جغرافي فريد على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، وهو ما يجعلها ركيزة أساسية لأي استراتيجية مصرية في البحر الأحمر. وتأتي الزيارة في إطار رؤية القاهرة لحماية أمنها القومي، وتعزيز الاستقرار في الإقليم.

 

رسائل متعددة الاتجاهات

تحمل الزيارة رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن مصر لاعب أساسي في إفريقيا، وتملك من العلاقات والقدرات ما يضمن لها مكانة مؤثرة في الملفات الإقليمية. كما تعكس حرص القيادة السياسية المصرية على بناء تحالفات متينة مع دول الجوار الإفريقي، تقوم على التعاون المشترك والمصالح المتبادلة.

 

ختامًا

زيارة السيسي إلى جيبوتي ليست مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل خطوة مدروسة في مسار طويل نحو تعزيز دور مصر في القارة، وتأمين مصالحها في منطقة تموج بالتغيرات. ومن المتوقع أن تؤسس هذه الزيارة لمستقبل أكثر تنسيقًا واندماجًا بين البلدين، في ظل التحديات والفرص التي يفرضها المشهد الإقليمي والدولي.

 

المقال السابق

“حاجة تخوّف” تُبهر جمهور جامعة القاهرة: عرض مسرحي يجمع بين الفن والرسالة

المقال التالي

“السكر في أمان”… مصلحة الضرائب تحسم الجدل حول فرض ضريبة جديدة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *