• 23 أبريل، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

رحيل بابا الفاتيكان.. طقوس مهيبة تودّع خليفة بطرس والعالم يترقب الدخان الأبيض

رحيل بابا الفاتيكان.. طقوس مهيبة تودّع خليفة بطرس والعالم يترقب الدخان الأبيض

كتبت: مريم سمير البدراوي

شهدت دولة الفاتيكان لحظة تاريخية برحيل البابا فرانسيس، الذي توفي في 21 أبريل عن عمر ناهز 88 عامًا، إثر سكتة دماغية أعقبها توقف في القلب. وبينما ودّع العالم زعيم الكنيسة الكاثوليكية، بدأت طقوس فريدة تمتد لقرون، ترافق الحبر الأعظم في رحلته الأخيرة، وسط أجواء روحانية يشهدها مليار ونصف المليار كاثوليكي حول العالم.

ورغم تعديلات البابا الراحل على طقوس الدفن لتقليل مظاهر البذخ، فإن المراحل الثلاث الأساسية بقيت حاضرة: إعلان الوفاة، إقامة الشعائر، ثم الانتقال إلى مرحلة “الكرسي الشاغر”.

كسر الخاتم.. نهاية سلطة روحية

أول تلك الطقوس كان كسر “خاتم الصياد”، الرمز الرسمي لسلطة البابا، حيث يُحطم بمطرقة فضية، في إشارة إلى انتهاء مهامه الروحية. ويُحتفظ ببقايا الخاتم داخل أرشيف الفاتيكان، لتبقى شاهدًا على حبريته.

نُقل جثمان البابا إلى قاعة القديس بطرس، مرتديًا ثوبه الأبيض المطرز بالذهب والعصابة الحمراء، ليُتاح للمؤمنين إلقاء نظرة الوداع على مدى ثلاثة أيام، فيما يتناوب الكرادلة والأساقفة على تلاوة الصلوات، في طقس يُعرف بـ”السهر الروحي”.

وفي اليوم السادس، يُقام القداس الجنائزي في ساحة القديس بطرس، بحضور رؤساء وزعماء من مختلف دول العالم، إلى جانب آلاف المصلين. ويتولى عميد مجمع الكرادلة ترؤس القداس، الذي يُنقل مباشرة إلى ملايين المشاهدين، بمرافقة موسيقى كنسية مهيبة.

ثلاثة توابيت.. طقوس وتغييرات

في الطقوس التقليدية، يُدفن البابا في ثلاثة توابيت متعاقبة، من خشب السرو، والزنك، ثم البلوط، كلٌ يحمل رموزًا دينية وتاريخية. لكن البابا فرانسيس قرر التخلي عن هذا التقليد، واختار نعشًا خشبيًا مبطنًا بالزنك، يشبه شكل الجسد البشري، يتضمن مقتنياته الرمزية، من بينها عملات معدنية وُضعت خلال فترة حكمه، ووثائق سيرته الذاتية.

تُقام مراسم الجنازة في العاشرة من صباح الجمعة، 26 أبريل، في ساحة القديس بطرس، ويترأسها الكاردينال جيوفاني باتيستا. ووفقًا لوصيته، سيتم دفن البابا فرانسيس في كنيسة القديسة مريم الكبرى بروما، بدلًا من كاتدرائية القديس بطرس، تكريمًا لعلاقته الخاصة بها.

حضور دولي رفيع وغياب لافت

أكد عدد من قادة العالم مشاركتهم في الجنازة، من بينهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نيته الحضور. في المقابل، استبعد الكرملين مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب مذكرة توقيف صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية

مع إعلان وفاة البابا، تبدأ مرحلة “الكرسي الشاغر”، حيث تُسند إدارة شؤون الكنيسة مؤقتًا إلى الكاردينال المكلف. وسرعان ما تُدعى الهيئة الكاردينالية إلى المجمع المغلق لاختيار البابا الجديد، وسط مراقبة عالمية مشدودة الأنفاس، حتى اللحظة التي يصعد فيها الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة السيستين، إيذانًا بولادة بابا جديد.

المقال السابق

وزير الكهرباء: خطة عاجلة لتحسين الخدمة وضمان استقرار التيار

المقال التالي

“قوة على ضفاف البحر الأحمر: السيسي يطلق مجلس الأعمال المصري الجيبوتي ويفتتح بنك مصر – جيبوتي”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *