“قوة على ضفاف البحر الأحمر: السيسي يطلق مجلس الأعمال المصري الجيبوتي ويفتتح بنك مصر – جيبوتي”
كتبت : يوستينا ألفي
في خطوة استراتيجية تعكس التوجه المصري لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في القارة الإفريقية، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الرسمية إلى جيبوتي اليوم الأربعاء، عن تأسيس مجلس الأعمال المصري الجيبوتي المشترك، بالتزامن مع تدشين أول فرع لبنك “مصر – جيبوتي”، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التعاون الثنائي المتكامل بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، أكد الرئيس السيسي أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية مصر لتعزيز الشراكات الاقتصادية في محيطها الإفريقي، بما يخدم مصالح الشعوب ويوطد أواصر التعاون الإقليمي.
“بنك مصر – جيبوتي”: استثمار في المستقبل
جاء الإعلان عن تدشين مقر بنك مصر – جيبوتي ليؤكد جدية مصر في التوسع داخل القارة السمراء. فالبنك، الذي يُعد أحد أذرع مصر المالية الرائدة، سيوفر خدمات مصرفية متكاملة، ويمهد الطريق أمام المستثمرين المصريين للدخول إلى السوق الجيبوتية الواعدة، لا سيما في مجالات الطاقة، اللوجستيات، والبنية التحتية.
مجلس أعمال.. وجسر تنموي جديد
مجلس الأعمال المصري الجيبوتي سيكون بمثابة منصة للتواصل المباشر بين رجال الأعمال في البلدين، بهدف تسهيل الاستثمارات، وتبادل الفرص التجارية، ودعم المشروعات المشتركة. ووفقًا لما صرح به الرئيس السيسي، فإن المجلس سيتولى أيضًا إزالة العقبات التي قد تواجه المستثمرين وتقديم حلول عملية تعزز مناخ الأعمال.
الطاقة.. على رأس الأولويات
وفي لفتة مهمة، أعلن الرئيس المصري عن إطلاق برنامج تعاون شامل لتحقيق أمن الطاقة في جيبوتي، يتضمن نقل الخبرات المصرية وبناء قدرات محلية. ويعكس هذا التحرك رغبة مصر في لعب دور محوري في دعم التنمية المستدامة بدول شرق إفريقيا.
نقلة نوعية في العلاقات
تأتي هذه التحركات في إطار سياسة خارجية مصرية جديدة تتجه نحو العمق الإفريقي، خاصةً في ظل الأهمية الجغرافية والاقتصادية لجيبوتي، التي تُعد نقطة ارتكاز استراتيجية عند مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم.
ختامًا:
ما حدث اليوم في جيبوتي ليس مجرد افتتاح بنك أو إعلان عن مجلس، بل هو إعلان صريح عن انطلاقة جديدة للعلاقات المصرية الجيبوتية، عنوانها “شراكة حقيقية وتنمية شاملة”.. ورسالة قوية تؤكد أن القاهرة عادت إلى إفريقيا.. بكل قوة وذكاء.