“سواعد تبني وأحلام لا تنكسر: عيد العمال.. تحية لكل من صنع الغد بيده”
كتبت : يوستينا ألفي
في الأول من مايو، لا نحتفل بيومٍ عابر على رزنامة العام، بل نحتفل بتاريخٍ من العرق، والأمل، والكفاح الصامت خلف خطوط الإنتاج. إنه عيد العمال… العيد الذي يحمل في جوهره قصة مصر الحقيقية، حيث تبنى الأوطان لا بالخطب فقط، بل بسواعد رجال ونساء وقفوا خلف كل لبنة في هذا الوطن.
تكريم لا بد منه
هذا العام، جاء الاحتفال محملًا برسائل دعم وتقدير من جميع فئات المجتمع، كان أبرزها ما صرّح به النائب حازم الجندي، مشيدًا بعمال مصر باعتبارهم العمود الفقري للتنمية. وقال: “في كل مصنع ومزرعة ومكتب وموقع، هناك قصة كفاح تستحق أن تُروى وتُكرم.”
الاحتفال ليس مجرد طقوس.. بل اعتراف بالجميل
عيد العمال ليس يومًا للورود أو الكلمات فقط، بل فرصة حقيقية لتقييم أوضاع العمال، وتعزيز حقوقهم، وتحقيق بيئة عمل أكثر أمانًا وعدلًا. وما بين خطط التطوير المهني، ومبادرات رفع الأجور، والاهتمام بالصحة المهنية، تتحرك الدولة بخطى واثقة نحو تحسين واقع الطبقة العاملة.
المرأة العاملة… نصف المعادلة
لا يمكن أن يُذكر عيد العمال دون التوقف أمام دور المرأة العاملة، التي تخوض معركتين يوميًا: واحدة في البيت، والأخرى في سوق العمل. ومن المثير للفخر، أن مصر اليوم تحتضن نماذج مشرّفة لسيدات تحدين كل الظروف، وحققن إنجازات في مجالات كانت لوقت قريب حكرًا على الرجال.
أبطال خلف الستار
من عامل النظافة الذي يبدأ يومه قبل أن تشرق الشمس، إلى الممرضة التي تواصل الليل بالنهار في أقسام الطوارئ، إلى المهندس، والفلاح، والسائق، والموظف… كلهم أبطال في معركة البناء. لولاهم، ما كان للمشروعات أن تُنجز، ولا للطرق أن تُعبد، ولا للمدن أن تتنفس.
وأخيرًا…
في عيد العمال، لا بد أن نرفع القبعة احترامًا لا احتفالًا، ونكتب في السجلات الرسمية والوجدانية معًا: “شكرًا لكل يد تعبت… فأنجزت.” لأن مستقبل مصر يُصنع كل يوم، لا في المؤتمرات، بل في الورش والمزارع والمصانع.