“خالد البلشي يحسمها مجددًا: نقابة الصحفيين تختار صوت الاستقلال والكرامة”
كتبت : يوستينا ألفي
في مشهد انتخابي تاريخي يعكس وعي الصحفيين وإصرارهم على حماية مهنتهم، أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين، مساء الجمعة 2 مايو 2025، فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين لفترة ثانية، بعد تفوقه على منافسه عبد المحسن سلامة.
نتائج حاسمة وإرادة واضحة
حصل البلشي على 3346 صوتًا من أصل 6051 صوتًا صحيحًا، مقابل 2562 صوتًا لعبد المحسن سلامة، في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 59.1% من إجمالي 10,232 عضوًا، في واحدة من أعلى نسب التصويت في تاريخ النقابة الحديث.
ولاية ثانية بمعاني أكبر
فوز البلشي لم يكن مجرد تمديد لفترة سابقة، بل تأكيد لثقة الجمعية العمومية في مشروعه النقابي، الذي يضع على رأس أولوياته الدفاع عن الحريات الصحفية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين، إلى جانب تعزيز خدمات العلاج والتدريب، واستكمال ملفات شهدت تقدمًا خلال ولايته الأولى، أبرزها زيادة بدل التكنولوجيا وخطوات دعم الصحف المتعثرة.
معركة على هوية النقابة
شهدت الانتخابات منافسة قوية بين مشروعين مختلفين: أحدهما يتبنى دعم الحريات والاستقلال النقابي (مثّله البلشي)، والآخر يميل إلى التوافق مع الدولة والمؤسسات الرسمية (مثّله سلامة). وجاءت النتيجة لتؤكد أن الصحفيين ما زالوا متمسكين بصوت يعبر عنهم، لا عن السلطة.
التحديات مستمرة والأنظار إلى الأمام
بانتهاء الانتخابات، تبدأ مرحلة جديدة من العمل النقابي الحقيقي، إذ تنتظر النقيب الجديد تحديات جادة، أبرزها: تحسين دخل الصحفيين، الدفاع عن الزملاء المحبوسين، واستكمال إصلاحات اللوائح الداخلية للنقابة، وسط بيئة إعلامية متقلبة وسياسات تضيق الخناق على المهنة.
خاتمة: صوت القاعدة لا يُشترى
أثبتت انتخابات 2025 أن الصحفيين لا ينساقون خلف الوعود الفارغة، بل يصوتون لمن يخوض المعارك نيابة عنهم، ويدفع الثمن دون أن يساوم. فوز خالد البلشي هو فوز لمهنة بأكملها، تبحث عن كرامتها المفقودة في زمن يحتاج إلى نقابة تقف.. لا تنحني.