“نقابة الصحفيين تثبّت البوصلة: لا للتطبيع ومنع التصوير داخل لجان التجديد النصفي”
كتبت : يوستينا ألفي
في خطوة تعكس الثوابت الوطنية وتؤكد على وضوح الموقف النقابي من القضايا القومية، أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين، قرارها بمنع التصوير داخل لجان الاقتراع، مشددة على رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
القرار جاء ضمن ترتيبات العملية الانتخابية التي شهدت حراكًا ملحوظًا داخل أروقة النقابة، ويبدو أنه يحمل في طياته أكثر من مجرد تنظيم لليوم الانتخابي، بل رسالة سياسية واضحة المعالم. فالنقابة التي طالما اعتُبرت صوتًا للضمير المهني والقومي، تعيد تأكيد موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف تفتخر به وتتمسك به رغم تغير المعادلات السياسية إقليميًا ودوليًا.
منع التصوير داخل اللجان يأتي أيضًا في إطار الحرص على سرية العملية الانتخابية وضمان نزاهتها، لكنه بالتوازي يوجّه رسالة ضمنية مفادها أن النقابة تُدير شؤونها بمهنية، بعيدًا عن أي استعراض إعلامي أو محاولات للتأثير على إرادة الجمعية العمومية.
الانتخابات التي تُجرى وسط أجواء من الترقب، شهدت منافسة قوية بين عدد من الصحفيين البارزين، وسط مناقشات حيوية حول مستقبل المهنة، وأولويات المرحلة المقبلة في ظل ما تواجهه الصحافة من تحديات، أبرزها أزمة الحريات، وتدهور أوضاع المؤسسات الصحفية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية.
قرار اللجنة برفض التطبيع لم يكن مفاجئًا، بل هو امتداد لمواقف تاريخية سطّرتها النقابة في محطات مفصلية، دفاعًا عن الحق الفلسطيني، ورفضًا لأي محاولة لاختراق الجسم الصحفي المهني من قِبل كيان محتل لا يزال يمارس أبشع أشكال القمع والتمييز العنصري بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
يبقى أن انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين ليست فقط مناسبة لاختيار ممثلين جدد، بل هي لحظة فاصلة تُعيد النقابة فيها التأكيد على دورها كقلعة حرة، تقف في وجه التطبيع، وتدافع عن المهنة وقيمها وعن قضايا الأمة.