“منصة الشائعات: كيف تتحول السوشيال ميديا إلى منبر لتصديق كل شيء؟”
كتبت / يوستينا ألفي
في زمن السرعة، أصبح العالم لا ينتظر التأكيد. مجرد منشور، لقطة شاشة، أو مقطع فيديو قصير قد يكفي ليشعل موجة من الجدل، الغضب، أو حتى الذعر. هذه هي قوة “الشائعة الرقمية” التي تجد لنفسها أرضًا خصبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يندفع الكثيرون خلف كل ما يُنشر دون تحقق أو تدقيق.
المعلومة تنتشر.. والتحقّق يتأخر
لم يعد السؤال “هل هذا الخبر صحيح؟”، بل أصبح “من نشره أولًا؟”. ويكفي أن يُرفق المنشور بصورة مفبركة أو فيديو من سياق مختلف، حتى يتحوّل في دقائق إلى “حقيقة” يرددها الآلاف، وقد تتناولها برامج تلفزيونية أو صفحات إخبارية غير رسمية.
ضحايا الشائعات: من فنانين لمسؤولين
كم من مرة استيقظنا على خبر وفاة فنان شهير، أو شائعة بزيادة أسعار، أو اتهام لشخصية عامة؟ بعضها نُفي لاحقًا، لكن بعد أن انتشر كالنار في الهشيم وأثر على سمعة أو حياة أشخاص، دون أن يُحاسب مطلقوه.
لماذا نصدّق الشائعة؟
سرعة الإيقاع الرقمي تجعلنا نميل للتفاعل الفوري.
ثقافة “التريند” تشجع الناس على المشاركة قبل التأكد.
غياب الوعي الرقمي وقلة المصادر الموثوقة عند البعض.
استخدام العاطفة بدل العقل في تقييم المعلومات.
دورنا كأفراد.. وضرورة الوعي الإعلامي
مواجهة الشائعات لا تقتصر على الدولة أو المنصات، بل تبدأ من وعي الفرد. السوشيال ميديا منبر حر، لكن الحرية لا تعني الفوضى. التحقق من مصدر الخبر، التأني قبل إعادة النشر، واتباع الصفحات الرسمية أو الإعلامية المحترفة، كلها خطوات بسيطة لكنها تصنع فرقًا كبيرًا.
ختامًا:
كن أنت الفلتر، لا المُضَلَّل
في عالم رقمي مشحون بالمعلومات، أن تكون واعيًا ومُدققًا يعني أن تساهم في بناء بيئة صحية وأكثر إنسانية. لا تكن مجرد رقم في “شير” أو “ريتويت”، كن صوتًا للحقيقة.