يوستينا ألفي
“الأسد يعتلي الكرسي الرسولي: انتخاب ليون الرابع عشر بابا للفاتيكان”
كتبت / يوستينا ألفي
في لحظة تاريخية ترقّبها ملايين المؤمنين حول العالم، ارتفع الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة السيستين في الفاتيكان مساء اليوم الخميس، مُعلنًا عن انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية. ولم تمر دقائق حتى خرج الكاردينال البروتوكولي ليُعلن أمام الجموع المحتشدة في ساحة القديس بطرس: “Habemus Papam” – لدينا بابا!
البابا الجديد، الذي اختار لنفسه اسم ليون الرابع عشر، هو الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست، أحد أبرز الأسماء في الفاتيكان خلال السنوات الأخيرة، وكان يشغل منصب رئيس مجمع الأساقفة. يُعد بذلك أول بابا أمريكي في التاريخ، مما يمثل تحوّلًا لافتًا في وجهة الكنيسة الكاثوليكية العالمية.
ليون الرابع عشر، الذي وُلد في مدينة شيكاغو، يحمل في شخصه مزيجًا من الخبرة الرعوية والصلابة العقائدية. اختياره لهذا الاسم لم يأتِ من فراغ؛ فهو يستحضر أسماء تاريخية قوية في الكنيسة، مثل البابا ليون الأول “العظيم” الذي تصدى للغزوات في القرن الخامس، والبابا ليون الثالث عشر المدافع عن العدالة الاجتماعية في القرن التاسع عشر.
وبينما علت الهتافات في ساحة القديس بطرس، خرج البابا الجديد من الشرفة البابوية ليُبارك الحشود ويُلقي أول كلماته للعالم، داعيًا إلى السلام والوحدة والصلاة من أجل عالم يُعاني من انقسامات روحية ومجتمعية.
تتجه أنظار العالم اليوم إلى هذا القائد الروحي الجديد، الذي يُنتظر منه أن يقود الكنيسة في زمن مليء بالتحديات؛ من قضايا الشباب والإيمان، إلى دور الكنيسة في قضايا المناخ والعدالة الاجتماعية.
ليبقى السؤال مفتوحًا: ماذا يحمل “الأسد الرابع عشر” في جعبته للكنيسة والعالم؟
