“إلغاء قمة مصر والعراق والأردن: تداعيات إقليمية وتحديات أمنية”
كتبت / يوستينا ألفي
في خطوة مفاجئة، أعلنت الحكومة العراقية عن تأجيل القمة الثلاثية التي كانت مقررة في بغداد، والتي كان من المزمع أن تجمع قادة مصر والعراق والأردن. ويأتي هذا التأجيل في ظل ظروف أمنية معقدة تشهدها المنطقة، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه التعاون الإقليمي بين الدول الثلاث.
خلفية القمة وأهدافها
تُعتبر القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن منصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الثلاث. وقد عقدت أولى هذه القمم في مارس 2019 بالقاهرة، تلتها قمم في نيويورك وعمان، حيث تم التركيز على ملفات الطاقة، والتكامل الاقتصادي، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية مثل القضية الفلسطينية وسد النهضة.
أسباب التأجيل
أوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية، حسن ناظم، أن تأجيل القمة جاء نتيجة للظروف الأمنية الراهنة في الأردن، والتي أصبحت معروفة في الإعلام، في إشارة إلى إعلان السلطات الأردنية عن إحباط مؤامرة استهدفت أمن واستقرار المملكة. وأكد ناظم أن العراق يقدر هذه الظروف ويقف مع استقرار الأردن وأمنه، مشددًا على أن أي تهديد لأمن الأردن يُعتبر تهديدًا لأمن واستقرار العراق أيضًا.
تداعيات التأجيل
يُعد هذا التأجيل هو الثاني من نوعه خلال فترة قصيرة، حيث سبق وأن تم تأجيل القمة في مارس 2021 تضامنًا مع مصر عقب حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
تُثير هذه التأجيلات المتكررة تساؤلات حول مدى قدرة الدول الثلاث على الحفاظ على زخم التعاون المشترك في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة. كما قد تؤثر هذه التطورات على مسار التكامل الاقتصادي والمشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها في القمم السابقة.
آفاق المستقبل
على الرغم من التأجيل، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية أن القمة ستُعقد في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن الشراكة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن لا تزال قائمة ومستمرة. ويُتوقع أن تستمر الدول الثلاث في التنسيق والتشاور لتعزيز التعاون المشترك ومواجهة التحديات الإقليمية.
في الختام، يُبرز تأجيل القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه التعاون الإقليمي في المنطقة. ومع ذلك، فإن التزام الدول الثلاث بالشراكة والتعاون يُعد مؤشرًا إيجابيًا على رغبتها في تجاوز العقبات والعمل معًا لتحقيق الاستقرار والتنمية.