المسرح المتنقل يضيء سماء الفيوم: فنون وتراث في قلب طامية
كتبت/ يوستينا ألفي
في مشهد يبعث على الفخر والأمل، أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات المسرح المتنقل بمركز طامية بمحافظة الفيوم، وذلك ضمن مبادرة تهدف إلى نشر الفنون والثقافة في مختلف أرجاء مصر، خاصة المناطق الريفية والنائية. تستمر الفعاليات حتى 22 مايو، لتتحول طامية إلى ساحة مفتوحة للإبداع والتفاعل المجتمعي.
يتضمن البرنامج عروضًا فنية متنوعة بين المسرحيات التوعوية، والفقرات الاستعراضية، والفن الشعبي، حيث تهدف هذه الفعاليات إلى إحياء التراث المصري وتعزيز الوعي الثقافي، خاصة بين الأطفال والشباب. وتعد هذه الخطوة استمرارًا لجهود الهيئة في دعم اللامركزية الثقافية، وإيصال الفن إلى كافة فئات المجتمع.
وتفاعل أهالي طامية بشكل لافت مع العروض، إذ امتلأت الساحات بالتصفيق والبهجة، في تأكيد على تعطش المجتمع المحلي للفن الراقي والهادف. وتضمن البرنامج عروضًا لفِرق الفنون الشعبية، وورشًا للأطفال، وأمسيات شعرية وغنائية، حملت كلها رسالة واحدة: الثقافة حق للجميع.
الهوية الثقافية في متناول الجميع
يسعى المشروع إلى التأكيد على أن الفن لا يجب أن يُحصر في المسارح المغلقة أو المدن الكبرى فقط، بل يجب أن يصل إلى كل بقعة على أرض الوطن. ويأتي المسرح المتنقل كوسيلة حيوية لكسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية، ودمج الثقافة في الحياة اليومية للمواطنين.
رسالة تنموية وثقافية
الهيئة العامة لقصور الثقافة، من خلال هذه المبادرة، لا تكتفي بتقديم محتوى ترفيهي، بل تحمل على عاتقها مهمة تنموية، تسهم في تنمية الوعي، وتعزيز قيم الانتماء، ونبذ العنف والتطرف، عبر الفن والإبداع.
يُذكر أن المسرح المتنقل أحد مشروعات وزارة الثقافة المصرية التي تسعى من خلالها إلى دعم العدالة الثقافية، وتنشيط الحركة الفنية في قرى ونجوع الجمهورية.
الكلمة الأخيرة
طامية اليوم ليست مجرد مركز في محافظة الفيوم، بل أصبحت نموذجًا حيًا لما يمكن أن يحدث حين تصل الثقافة إلى الناس ببساطة ودفء، تمامًا كما يفعل المسرح المتنقل.