يوستينا ألفي مصر تقود قاطرة التصنيع الصحي في أفريقيا: التزام جديد نحو أمن القارة
كتبت / يوستينا ألفي
في خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا صحية وتنموية على مستوى القارة السمراء، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، التزام مصر الكامل بدعم وتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية في أفريقيا، وذلك خلال مشاركته في الاجتماعات الصحية القارية المنعقدة مؤخرًا.
هذا الالتزام يعكس الدور الريادي الذي تلعبه مصر في المجال الصحي بالقارة، ويأتي في إطار رؤية أشمل لتعزيز الأمن الصحي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية والمستلزمات الطبية، وهو أمر بات ضرورة ملحة في ظل التحديات التي كشفتها جائحة كورونا.
خطوة نحو الاكتفاء الذاتي في أفريقيا
أوضح الوزير أن مصر تمتلك خبرات متقدمة وقدرات تصنيعية قوية يمكن أن تُسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى دول أفريقيا، وهو ما يشكل حجر أساس في بناء منظومة صحية قوية ومستدامة تعتمد على الإنتاج المحلي بدلًا من الاستيراد المكلف والمرهق للاقتصادات الضعيفة.
وأضاف أن مصر لن تدّخر جهدًا في دعم التعاون بين الدول الأفريقية لتبادل الخبرات، وفتح مجالات الاستثمار المشترك في التصنيع الدوائي، مؤكدًا أهمية تحقيق السيادة الدوائية للقارة كمكون أساسي من مكونات الأمن القومي والصحي.
رؤية صحية مستقبلية لأفريقيا
تنسجم تصريحات الوزير مع توجهات مصر نحو توطين الصناعة الصحية، ليس فقط داخليًا، بل لتكون نموذجًا يُحتذى به على مستوى القارة، حيث بادرت القاهرة بفتح مجالات للشراكة في مجالات الأدوية واللقاحات، من خلال القطاعين العام والخاص.
وتعد هذه الخطوة امتدادًا لمبادرات مصر السابقة مثل مبادرة “الرعاية الصحية الشاملة” و”حياة كريمة”، والتي عززت مفهوم أن الصحة حق لكل مواطن، سواء داخل حدود الوطن أو خارجه في محيطه الإقليمي.
أهمية التصنيع المحلي في القارة
تشير التقارير إلى أن أفريقيا تستورد نحو 70 إلى 90% من احتياجاتها من الأدوية، مما يضع عبئًا ضخمًا على اقتصاداتها، ويجعلها عرضة للانكشاف في الأزمات. من هنا، تبرز أهمية المساعي المصرية لتقليل هذه الفجوة عبر دعم خطوط الإنتاج الدوائي المحلي.
ختاما
مصر لا تقدم وعدًا فقط، بل تتحرك بواقعية نحو بناء مستقبل صحي آمن ومستقل لأفريقيا. عبر التصنيع المحلي، تُرسي القاهرة أسسًا حقيقية لتنمية صحية متكاملة تمتد أثرها إلى ملايين المواطنين في القارة السمراء.
