لضمان أمان وفعالية الدواء.. هيئة الدواء المصرية تصدر تعليمات حاسمة للصيادلة
كتب / ماجد مفرح
أصدرت هيئة الدواء المصرية تعليمات غاية في الأهمية للصيادلة، تهدف إلى إحكام الرقابة على عمليات شراء وتوفير الأدوية في الصيدليات، وذلك في إطار سعيها الدؤوب لضمان مأمونية وفعالية وجودة المستحضرات الدوائية المتداولة في السوق المصري.
هيئة الدواء: توجيهات لضمان الجودة والأمان
تأتي هذه التعليمات كخطوة استباقية لتعزيز الأمن الدوائي وحماية صحة المواطنين من مخاطر الأدوية مجهولة المصدر أو غير المطابقة للمواصفات.
وشددت هيئة الدواء المصرية، على ضرورة التزام الصيادلة بعدد من النصائح الأساسية عند التعامل مع المستحضرات الدوائية.
أولاً، دعت الهيئة إلى الاطلاع المستمر على موقعها الإلكتروني الرسمي ومتابعة المنشورات الدورية والتحذيرات الصادرة عنها، لضمان البقاء على اطلاع بأحدث التطورات والتحديثات المتعلقة بسلامة الدواء.
ثانياً، أكدت الهيئة على أهمية عدم شراء المستحضرات الدوائية إلا من خلال الأماكن المرخصة فقط، محذرة من التعامل مع أي جهات غير معتمدة قد تعرض المريض للخطر.
ويأتي هذا التوجيه متكاملاً مع النصيحة الثالثة التي تشدد على عدم شراء أصناف مجهولة المصدر، أو غير المسجلة بهيئة الدواء المصرية، أو تلك التي لا يصحبها فواتير رسمية.
الهيئة تحذر: لا للشراء من كيانات غير مرخصة
كما حذرت الهيئة من الشراء من أفراد أو كيانات غير مرخصة، أو عن طريق الإنترنت بشكل غير شرعي، نظراً لما يشكله ذلك من تهديد مباشر على صحة المستهلكين.
أخيراً، ألزمت الهيئة الصيادلة بضرورة شراء المستحضرات الدوائية بموجب فواتير معتمدة ومسجل عليها كافة البيانات اللازمة، واعتبرت الهيئة أن أي دواء لا يصحبه فاتورة معتمدة يعد مجهول المصدر، مما يعرض الصيدلي للمساءلة القانونية ويضع جودة الدواء وسلامته على المحك.
توطين صناعة الدواء ورؤية مصرية
وفي سياق متصل، أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، على أن مشروع توطين صناعة الدواء يحتل المرتبة الأولى ضمن أولويات الهيئة.
وأشار الغمراوي، إلى أن الهيئة أطلقت مبادرات طموحة لتحقيق استقرار الإمدادات الدوائية وضمان حماية الأمن الدوائي المصري.
ولفت إلى الإمكانات الصناعية الهائلة التي تتمتع بها مصر، والتي تضم أكثر من 170 مصنعاً، من بينها 11 مصنعاً حاصلاً على اعتمادات دولية مرموقة مثل اعتماد منظمة الصحة العالمية (WHO) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA).
جدير بالذكر أن هذه المصانع تنتج ما يزيد عن 2370 خط إنتاج، منها 986 خط إنتاج مخصص للأدوية، وهو ما ساهم في تحقيق نسب متميزة من الاكتفاء الذاتي الدوائي بلغت 91.3%.
وأوضح الغمراوي أن الهيئة تدعم بقوة الشراكات المحلية والعالمية لنقل التكنولوجيا التصنيعية المتقدمة، مما يعزز من قدرات الكوادر الوطنية ويسهم في بناء مستقبل دوائي أكثر إشراقاً. وقد أثمرت هذه الشراكات عن توطين 129 مستحضراً كانت فاتورتها الاستيرادية للمستحضرات الأصلية تبلغ 633.7 مليون دولار أمريكي.
استهداف توطين 400 مادة فعالة
كشف رئيس هيئة الدواء المصرية عن استهداف الهيئة لتوطين ما يقرب من 400 مادة فعالة تقع ضمن 30 مجموعة علاجية، والتي تبلغ فاتورتها الاستيرادية ما يوازي 1.57 مليار دولار أمريكي، ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعميق التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأشار الغمراوي، إلى استعداد الهيئة للإعلان عن حزم حوافز للاستثمار الجاد، وذلك تشجيعاً لشركاء الصناعة الوطنية. وتهدف هذه الحوافز إلى توفير بيئة تنظيمية جاذبة تشجع الشركات على الريادة والابتكار في مجال صناعة الدواء. تعكس هذه الجهود التزام هيئة الدواء المصرية بتعزيز منظومة الدواء في البلاد، من خلال الرقابة الصارمة على سلاسل الإمداد ودعم الصناعة المحلية لضمان توافر أدوية آمنة وفعالة لجميع المواطنين.