لطفية النادي.. أول عالمة نووية مصرية كسرت حاجز المستحيل
كتبت/ يوستينا ألفي
في زمن لم يكن يعترف فيه المجتمع بسهولة بوجود المرأة في ميادين البحث العلمي، استطاعت الدكتورة لطفية النادي أن تفرض اسمها بقوة، لتصبح أول مصرية تتخصص في الفيزياء النووية، وتضع بصمتها في تأسيس أحد أهم فروع العلم الحديث في مصر والمنطقة.
وُلدت الدكتورة لطفية النادي في 11 أغسطس 1934 بالقاهرة، وتخرجت في كلية العلوم بجامعة القاهرة بتقدير امتياز. في عام 1956، التحقت بهيئة الطاقة الذرية المصرية، التي كانت في بدايات تأسيسها، لتبدأ رحلتها الرائدة في عالم الذرة والطاقة.
تم اختيارها للسفر إلى الاتحاد السوفيتي للتدريب في مفاعل “سوكل”، وهناك تلقت تدريبات متقدمة في تشغيل وإدارة المفاعلات النووية. وعادت إلى مصر لتواصل مسيرتها العلمية، فحصلت على الماجستير في الطاقة الإشعاعية عام 1960، ثم الدكتوراه في الطاقة النووية عام 1964، لتكون أول سيدة مصرية تحصد هذا اللقب في مجال كان محصورًا على الرجال.
بعد سنوات من العمل البحثي داخل الهيئة، انتقلت الدكتورة لطيفة النادي إلى المجال الأكاديمي بكلية العلوم في جامعة القاهرة، حيث تدرجت في المناصب حتى ترأست قسم الفيزياء لثلاث دورات متتالية. وكان لها دور محوري في تأسيس المعهد القومي لعلوم الليزر، الذي أصبح لاحقًا مرجعًا علميًا إقليميًا، وترأسته لعدة سنوات.
كرّمتها الدولة بعدد من الجوائز، أبرزها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما منحها الرئيس الفرنسي وسام فارس عام 2004 تقديرًا لمسيرتها الدولية وإنجازاتها غير المسبوقة.
تُعد الدكتورة لطفية النادي نموذجًا مضيئًا للمرأة المصرية في مجالات البحث العلمي، ويأتي الحديث عنها اليوم، ضمن احتفاء مستحق بقامات نسائية حفرت أسماءها في ذاكرة العلم، وأثبتت أن التميز لا يعرف نوعًا ولا زمنًا، بل عزيمة وإرادة.