الختان في مصر: وعي يتزايد وخطر صحي لا يزال قائماً
أظهرت نتائج دراسة حديثة أجريت في عام 2024 ، أن 57% من المصريين يدركون أن ختان الإناث، قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة، تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة. بينما عبّر 25% منهم عن عدم موافقتهم على هذا الأمر، وأشار 18% إلى أنهم غير متأكدين، أو لا يعرفون ما يكفي عن الموضوع.
هذا التوزيع يعكس زيادة ملحوظة في الوعي حول مخاطر هذه العادة، لكنه في الوقت نفسه يوضح أن هناك شريحة كبيرة لا تزال بحاجة إلى المزيد من التثقيف والتوعية.
مخاطر صحية لا يمكن تجاهلها
الختان ليس فقط عادة تقليدية، بل هو إجراء طبي خاطئ يتسبب في أضرار بالغة. من أشهر المضاعفات التي تسببها هذه الممارسة النزيف الحاد، الالتهابات المزمنة، مشاكل الولادة، والآلام النفسية التي قد تستمر مدى الحياة. وفي بعض الحالات، قد يؤدي الختان إلى مضاعفات تهدد حياة الفتيات، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الطبية المناسبة.
الإطار القانوني والديني
منذ عام 2016، أعلنت القوانين المصرية بوضوح حظر ممارسة ختان الإناث، مع فرض عقوبات قانونية على المخالفين. ومع ذلك، يواجه تطبيق القانون تحديات كبيرة، لا سيما في المناطق الريفية حيث تستمر العادات والتقاليد في السيطرة على بعض الأسر.
على الصعيد الديني، أصدرت الجهات الدينية الرسمية، مثل الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، بيانات واضحة تؤكد أن ختان الإناث لا يستند إلى أي نص ديني، وتدعو إلى رفض هذه الممارسة بشكل قاطع.
التوعية: الطريق نحو القضاء على العادة
مع تزايد الوعي، تظهر الحاجة إلى تعزيز حملات التوعية في جميع أنحاء البلاد، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها هذه الممارسة بشكل أكبر. التثقيف الصحي والقانوني، إلى جانب دعم الضحايا، يشكلان عناصر أساسية في مكافحة هذه العادة الضارة.
في النهاية
ختان الإناث ما زال يشكل تهديداً صحياً واجتماعياً في مصر، ولكن التقدم في الوعي، دعم القانون، والموقف الواضح للدين يشكلون خطوة مهمة نحو القضاء على هذه الممارسة وحماية حقوق الفتيات في حياة صحية وآمنة.