مصر تُحيي اليوبيل الذهبي لشريان الحياة
في يوم 5 يونيو 1975، كان موعدًا تاريخيًا غير عادي في حياة المصريين، حين أعلن الرئيس الراحل أنور السادات إعادة افتتاح قناة السويس بعد إغلاق دام 8 سنوات بسبب نكسة 1967 وحرب الاستنزاف. كانت لحظة فرح ممزوجة بالحذر والترقب، إذ عاد شريان الحياة المائي الذي يربط مصر بالعالم ليُعيد الكرامة ويُفتح باب الأمل أمام الملاحة البحرية.
قبل 50 عامًا، كان يومًا عاديًا بدأ فيه المصريون صباحهم ككل يوم، غير أن سماء مدن القناة شهدت حركة غير معتادة، وبدأت الأخبار تنتشر عن استعدادات الجيش لعبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1973 التي بدأت باستعادة الأرض والكرامة.
في تلك الأثناء، خرج الآباء والأمهات للاطمئنان على أبنائهم الذين شاركوا في المعركة، وكانت الشوارع تمتلئ بزغاريد الفرح مع تأكيد الأخبار عبر محطات الإذاعة العالمية عن عبور القوات المصرية. جاء هذا العبور بعد سنوات من الصبر والتضحيات التي ضحى فيها آلاف الشهداء والجرحى من أجل استعادة الوطن.
بعد انتهاء الحرب، ظل حلم إعادة افتتاح القناة حيًا في قلوب المصريين، وعملت قواتنا المسلحة بكل قوة وعزيمة على إزالة آثار الحصار والحرب، حيث ظلت تُجهز الأرض وتعيد الحياة إلى هذا الممر المائي الحيوي.
واليوم، تحتفل مصر باليوبيل الذهبي لإعادة افتتاح القناة، وسط فعاليات رسمية وشعبية تعكس مدى التقدير لهذا الإنجاز الذي لم يكن مجرد فتح لقناة مائية، بل كان فتحًا لآفاق جديدة للتنمية والازدهار.
تُعد قناة السويس اليوم من أهم ممرات الملاحة العالمية، حيث تمر عبرها نسبة كبيرة من التجارة الدولية، وتستمر الدولة في تطويرها وتحديثها لتظل دومًا في مكانتها الاستراتيجية، رمزًا لصمود الشعب المصري ووطنيته.
هذه الذكرى ليست مجرد احتفال بتاريخ مضى، بل هي تذكير لكل المصريين بأن العزيمة والعمل الجاد قادران على تحويل المستحيل إلى واقع.