مُزة إنبوكس” إلى المحاكم: الحرب المصرية ضد التحرش الإلكتروني
كيف تحولت رسائل التحرش من “خصوصية” إلى قضايا جنائية؟
عندما يتحول “الإنبوكس” إلى ساحة حرب
في 2014، أطلقت الكاتبة المصرية جهاد التابعي كتابها الصادم “مُزة إنبوكس”الذي كشف عن واقع مرير: تحرش لفظي وجنسي عبر رسائل مواقع التواصل، حيث يعامل المتحرشون الفتيات كـ”سلع مُعلَّقة” بمجرد امتلاكهن حسابًا على فيسبوك أو إنستجرام . اليوم، بعد أكثر من عقد، تحولت هذه الظاهرة من مجرد “مضايقات” إلى جرائم إلكترونية يعاقب عليها القانون المصري بالسجن والغرامات .
التحرش الإلكتروني: الجريمة الخفية التي لا تترك أثرًا جسديًا
أشكال التحرش:
من الرسائل إلى الابتزاز
التحرش الجنسي المباشر:
إرسال صور أو مقاطع مخلة، تعليقات جنسية، أو ملاحقة الضحية بحسابات وهمية .
الابتزاز الإلكتروني:
تهديد بنشر صور أو معلومات شخصية مقابل المال أو خدمات .
التشهير :
اختراق الحسابات ونشر محتوى مغلوط لتدمير السمعة .
الآثار: جروح نفسية لا تندمل
وفقًا لتقارير، تعاني الضحايا من:
اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
انعزال اجتماعي وفقدان الثقة في العلاقات .
تدني الأداء الدراسي أو الوظيفي .
القانون المصري: من “الرفاهية” إلى السجن 5 سنوات
تطور التشريعات
قانون 175 لسنة 2018: يجرم التحرش الإلكتروني بعقوبات تصل إلى 5 سنوات سجن وغرامة 300 ألف جنيه في حال التكرار أو استخدام مواد جنسية .
تغليظ العقوبات في 2024: بعد حوادث مثل “فتاة الشروق” التي قفزت من سيارة أوبر هربًا من التحرش، رفع القانون العقوبة إلى 10 سنوات في حالات التحرش المشدد .
إشكاليات التطبيق
-صعوبة الإبلاغ: تواجه الضحايا عوائق مثل التشكيك في روايتهن أو ضغوط لإسقاط الشكوى .
نقص الوعي القانوني: كثيرون لا يعرفون أن بإمكانهم تقديم بلاغ إلكتروني عبر الخط الساخن 108 أو شرطة الإنترنت .
كيف تحمي نفسك؟
ضبط إعدادات الخصوصية على حسابات التواصل.
عدم مشاركة الصور أو البيانات الشخصية مع غرباء.
توثيق الأدلة (截屏 للرسائل) للإبلاغ عنها .
الإبلاغ فورًا عبر مباحث الإنترنت (رقم 0224065052) .
المعركة ليست قانونية فقط!
بينما يشكل القانون رادعًا، يبقى التوعية والتغيير الثقافي هما الحل الجذري. كما تقول التابعي:
“التربية على أن البنت إنسانة يُحترم وليست كائنًا غريبًا هي الأساس” .