في زمن الكآبة.. المصري يقاوم بالنكتة!
كتبت : يوستينا ألفي
وسط عالم يغلي بالحروب والغلاء والكوارث، يرفض المصري أن يعيش في ظلمة الحزن وحده. في اللحظة التي يبدو فيها العالم مُرهقًا من الأخبار السيئة، يبادر المصري بإطلاق نكتة، أو تصميم “كوميكس”، أو تسجيل فيديو ساخر يحوّل فيه الوجع إلى ابتسامة.
هو لا يتهرّب من الواقع، بل يحوّله بذكاء شديد إلى مساحة للضحك. هذه ليست سذاجة، بل واحدة من أقدم وأذكى طرق المقاومة النفسية والاجتماعية.
من الشارع إلى السوشيال ميديا.. الضحك حاضر
لم تعد جلسات القهوة فقط هي موطن النكتة المصرية، بل أصبحت السوشيال ميديا ملعبًا مفتوحًا لخفة الدم الجماعية.
أي حادث عالمي أو تصريح سياسي غريب يتحوّل في دقائق إلى مادة ضاحكة، بمشاركة آلاف المصريين.
زلزال؟ أزمة بنزين؟ تصريح متناقض؟
ثق أن المصري سيتعامل معها بجملة مثل:
“إحنا في موسم النكد العالمي… بس ماشيين بالتريقة.”
الضحك ليس ضعفًا.. بل طريقة للبقاء في زمن الكآبة..
في زمن الكآبة.. المصري يقاوم بالنكتة!
بحسب علماء النفس، السخرية نوع من آليات الدفاع الذكية التي تقي الإنسان من الانهيار تحت الضغط.
والمصري مارس هذه الآلية عبر أجيال، بداية من نكات نجيب الريحاني وحتى ميمز اليوم على فيسبوك وتيك توك.
ضحكة المصري ليست هروبًا، بل ترجمة خفيفة لقوله:
“أنا شايف كل حاجة… بس قررت أضحك وأكمّل.”
هل تجاوزت السخرية حدودها؟
رغم أن الضحك في قلب الأزمة يبدو مشهدًا مبهجًا، إلا أن البعض ينتقده أحيانًا، خاصة حين تمتد النكتة إلى وقائع مأساوية أو ضحايا.
لكن في العموم، المصري يفرّق بين “نكتة تواسي” و”نكتة تُهين”، ويفهم حدود التهكم حتى في عز التوتر.
المصري… يضحك ليحيا
في وقت ينكمش فيه كثيرون تحت ضغط الأخبار، يخرج المصري ليضحك، ليقاوم، ليقول بطريقته الخاصة:
“الدنيا مش ماشية، بس أنا لسه ماشي فيها.”
ضحكته لم تكن يومًا علامة استخفاف، بل دليل بقاء.
ففي زمن الكآبة… المصري يقاوم بالنكتة.