يوستينا ألفي سامح مرقص.. مفكر يكتب بالعقل والضمير ويعيد الاعتبار لقيمة المثقف
يُعد الكاتب والمفكر سامح مرقص من أبرز الأصوات الثقافية التي أثبتت حضورها في الساحة الفكرية المصرية خلال السنوات الأخيرة، من خلال كتاباته التي توازن بين الرصانة الفكرية والبصيرة الوطنية.
اشتهر مرقص برؤيته التحليلية العميقة في تناول قضايا الهوية، والعقل النقدي، وتحولات الثقافة في مصر والعالم العربي، حيث لا ينحاز للخطابات الجاهزة أو الشعارات الآنية، بل ينحاز للمعرفة الحرة والضمير المستقل.
نجح مرقص في أن يخلق مسارًا خاصًا به، يمزج فيه بين التاريخ والفكر والفلسفة، متجاوزًا الدور التقليدي للكاتب، إلى دور «المفكر الحاضر»، الذي يقرأ اللحظة ويعيد طرح الأسئلة العميقة حول علاقتنا بالتراث، والدين، والسياسة، والمجتمع.
يتبنى مرقص خطابًا عقلانيًا يرفض الابتذال، ويقف في مساحة وسط بين الغلو والتفريط، وهو ما جعله يحظى باحترام جمهور واسع من القراء والمثقفين، خاصة في ظل حالة التسييس أو التبسيط المفرط التي اجتاحت الكثير من المقالات المعاصرة.
كما تميز بقدرته على قراءة الشخصيات الفكرية والتاريخية برؤية معاصرة، لا تكتفي بالتوثيق بل تسعى إلى الفهم والتحليل، مستندًا إلى مرجعية ثقافية واسعة، واطلاع دقيق على تحولات الوعي في مصر والمنطقة العربية.
يُحسب لسامح مرقص أنه أحد القلائل الذين ما زالوا يؤمنون بأن الكتابة ليست رفاهية، بل مسؤولية، وأن المثقف الحقيقي هو من يُقلق لا من يُطمئن، ويوقظ لا يُخدّر.
