65 عامًا على انطلاق التلفزيون المصري: رحلة “التسلية المثقفة” التي غيّرت وجدان الشعب
كتبت – يوستينا ألفي
في مثل هذا الشهر من عام 1960، شهدت مصر لحظة فارقة في تاريخها الثقافي والإعلامي، بانطلاق أول بث رسمي للتلفزيون المصري من مبنى ماسبيرو، ليبدأ معه عهد جديد من “الثقافة المسلية والتسلية المثقفة” كما وصفه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في خطابه الافتتاحي.
بدأ البث يوم 21 يوليو 1960 في تمام السابعة مساءً، بتلاوة قرآنية ثم النشيد الوطني، قبل أن يتحدث الرئيس عبد الناصر إلى الشعب في أول كلمة عبر الشاشة الصغيرة.
توسع سريع وأثر ملموس
في غضون خمس سنوات فقط، حقق التلفزيون المصري إنجازات كبرى، حيث وصلت نسبة تغطيته إلى أكثر من 90% من أنحاء الجمهورية، وبلغ دخله السنوي في عام 1965 نحو 4 ملايين جنيه، وهو رقم ضخم بمقاييس ذلك الزمن، يعكس الإقبال الشعبي الكبير والإمكانات الاقتصادية الواعدة لهذا الجهاز الجديد.
وسرعان ما تحوّل ماسبيرو إلى قلب الإعلام العربي، إذ أُطلقت القناة الثانية ثم الثالثة في سنوات لاحقة، وارتفعت ساعات البث من 5 ساعات يوميًا إلى أكثر من 20 ساعة، لتواكب تطلعات جمهور متعطش للمعرفة والترفيه.
ماسبيرو.. ذاكرة وطن
على مدار العقود، لعب التلفزيون المصري دورًا كبيرًا في تشكيل وعي المصريين، من خلال تقديم أعمال درامية ووثائقية وبرامج حوارية ومناسبات وطنية ظلّت محفورة في الذاكرة. وكان نافذة رئيسية للدولة للتواصل مع المواطنين، وشريكًا رئيسيًا في التوعية والتعليم.
اليوم، ومع تطور البث الفضائي والمنصات الرقمية، لا يزال ماسبيرو يحتفظ بمكانته كأحد رموز الإعلام الرسمي والتاريخي في مصر والعالم العربي، بعد 65 عامًا من العطاء.