يوستينا ألفي د. هبة الله سامي: المخرج الشاب يملك الخيال ويفتقد الدعم
كتبت – يوستينا ألفي
في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، ألقت الدكتورة هبة الله سامي، الباحثة وأستاذة الإخراج المسرحي، ورقة بحثية ناقشت خلالها التحديات التي تواجه المخرجين الشباب في مصر، مؤكدة أن “المسرح لا يعاني من أزمة إبداع، بل من أزمة إنتاج”.
جاءت الورقة تحت عنوان:
“الرؤية الإخراجية بين التحديات الإنتاجية والقدرة على الإبداع”، وقدّمت خلالها قراءة تحليلية دقيقة لحال المسرح المصري من وجهة نظر مخرج شاب يصطدم بواقع صعب رغم امتلاكه الموهبة.
قالت سامي في كلمتها:
“المخرج الشاب اليوم لا يفتقر إلى الخيال أو الشغف، بل يفتقر إلى من يمكّنه من تنفيذ فكرته. غياب الدعم الإنتاجي هو التحدي الأكبر أمام العروض الشابة”.
وأشارت إلى أن كثيرًا من الأعمال المسرحية الجيدة تتوقف قبل أن ترى النور، لأن المخرج يضطر إلى لعب كل الأدوار: يكتب، ويدرب، ويدير، وينتج، في ظل غياب حقيقي للتمويل المؤسسي أو المستقل.
كما شدّدت على أهمية إعادة النظر في المناهج التعليمية المسرحية، قائلة إن بعض المخرجين الجدد لا يمتلكون خلفية معرفية كافية، رغم امتلاكهم أدوات إخراجية واعدة، مطالبة بدمج الجانب العملي مع النظري داخل وخارج المؤسسات التعليمية.
وسلطت الضوء على ضرورة التدريب على مناهج عالمية مثل “ستانسلافسكي” و”أوجستو بوال”، وأهمية تعميم ورش الإخراج والتمثيل في المحافظات، حتى لا تظل القاهرة وحدها مركزًا للحركة المسرحية.
وفي ختام كلمتها، أوصت د. هبة الله بـ:
دعم إنتاج العروض الشابة من خلال جهات رسمية ومستقلة.
تطوير المناهج المسرحية لتواكب تحديات الواقع.
إنشاء شبكة مستدامة من الورش الفنية بالمحافظات لتأهيل المبدعين.
الورقة لاقت تفاعلًا واسعًا من حضور الجلسة، واعتُبرت من أبرز المداخلات، لما قدّمته من تشخيص واقعي لأزمات المبدع المسرحي، خاصة الجيل الجديد، في ظل نقص الإمكانيات وصعوبة التمويل.
جدير بالذكر أن الدورة 18 من المهرجان القومي للمسرح المصري تقام في عدد من المحافظات، للمرة الأولى، ضمن توجه وزارة الثقافة نحو العدالة الثقافية والوصول بالمسرح إلى كل أنحاء الجمهورية.
