• 12 سبتمبر، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

“مسار العائلة المقدسة”.. كنز سياحي روحي يعزز الاقتصاد المصري

“مسار العائلة المقدسة”.. كنز سياحي روحي يعزز الاقتصاد المصري

كتب / ماجد مفرح

 

في خطوة استراتيجية نحو تعظيم الاستفادة من السياحة الدينية، شهدت الدورة التدريبية المكثفة التي نظمتها غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، بالتعاون مع الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إقبالًا واسعًا من الشركات السياحية، تأتي هذه المبادرة ضمن جهود متكاملة لإحياء “مسار العائلة المقدسة” والترويج له كمنتج سياحي روحي فريد عالميًا.

دعم كنسي ورؤية متكاملة

 

تولت الدورة رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تأكيدًا على الأهمية الدينية والتاريخية للمسار، وتهدف المبادرة إلى تأهيل الكوادر السياحية، لاسيما من الشركات الصغيرة والمتوسطة، لتزويدهم بمعرفة دقيقة حول محطات المسار الممتدة من سيناء إلى الدلتا وصعيد مصر.

هذا المسار الذي يمثل كنزًا تاريخيًا ودينيًا وإنسانيًا لا يقدر بثمن، ويُعد من أندر أنماط السياحة الدينية التي تنفرد بها مصر. ويعكس هذا الاهتمام الكبير الذي يوليه مجلس إدارة غرفة شركات السياحة برئاسة الدكتور نادر الببلاوي، سعيًا لزيادة مردود القطاع السياحي على الاقتصاد القومي.

25 موقعًا فريدًا يروي قصة رحلة مقدسة

 

أوضح نادر جرجس، منسق اللجنة الوزارية لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة السابق، ورئيس لجنة السياحة والتراث المصري بنادي روتاري، أن “مسار العائلة المقدسة” مشروع وطني ذو بعد روحاني وثقافي وإنساني، ويجسد المسار رحلة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليه السلام ويوسف النجار، والتي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات في مصر، ومروا خلالها بأكثر من 25 موقعًا موزعة على 8 محافظات. من أبرز هذه المحطات:

الفرما (شمال سيناء)، تل بسطا (الزقازيق)، سمنود (الغربية)، وادي النطرون (البحيرة)، كنيسة أبو سرجة (مصر القديمة)، المعادي (القاهرة)، جبل الطير (المنيا)، ودير المحرق (أسيوط).

جهود حكومية ودولية لتعزيز المسار

 

أشار جرجس، إلى أن الدولة المصرية، بالتعاون مع الكنيسة، تبذل جهودًا واسعة لتطوير مواقع المسار، تشمل ترميم الكنائس والأديرة التاريخية، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التأمين، وتأهيل الرهبان بلغات متعددة.

كما يتم التعاون مع الفاتيكان لاعتماد المسار رسميًا كأحد مسارات الحج العالمية، حيث اعتمد البابا فرانسيس الأيقونة الرسمية للمسار في عام 2018، مما يمنحه شرعية دينية دولية ومكانة مرموقة.

فرصة ذهبية لزيادة الإيرادات السياحية

 

من جانبه، أكد هيثم عرفة، عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، أن “السياحة الدينية” تمثل فرصة ذهبية لتعظيم الإيرادات السياحية.

وأضاف أن مسار العائلة المقدسة قادر على جذب شرائح جديدة من السياح الروحيين، وإبراز الهوية القبطية المصرية عالميًا، والمساهمة في زيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي بما لا يقل عن 3 مليارات دولار سنويًا. وتشير تقارير منظمة السياحة العالمية إلى أن 27% من إجمالي السياح عالميًا يندرجون تحت فئة السياحة الدينية، مما يؤكد استعداد مصر للاستفادة من هذا النوع من السياحة.

واختتم عرفة، بالتأكيد على أن مسار العائلة المقدسة هو رسالة حب وسلام من أرض مصر إلى الإنسانية، تؤسس لمنتج سياحي فريد ومستدام يضع مصر في قلب خريطة السياحة الروحية العالمية. وقد شهدت الدورة مشاركة نخبة من الأساتذة المتخصصين الذين أثروا النقاش بمعلومات قيمة حول أهمية وتاريخ المسار وكيفية استغلاله سياحيًا.

المقال السابق

شباب على الهامش: التريند بيكسب.. والطموح لسه مستني فرصة

المقال التالي

سياحة التسوق في مصر.. رئيس الوزراء يدعو وكلاء الماركات العالمية للاستثمار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *