• 21 أغسطس، 2025

رئيس التحرير

ناجي وليم

مصر تتخطى حاجز الـ 108 ملايين نسمة.. ووتيرة النمو السكاني تتباطأ

مصر تتخطى حاجز الـ 108 ملايين نسمة.. ووتيرة النمو السكاني تتباطأ

كتب / ماجد مفرح

 

في تطور جديد يعكس ملامح التحدي السكاني في مصر، تجاوز عدد سكان البلاد حاجز الـ 108 ملايين نسمة في الداخل، وذلك يوم السبت الموافق 16 أغسطس 2025، هذه الزيادة، التي كشف عنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تعتمد على بيانات الساعة السكانية المربوطة مباشرة بوزارة الصحة والسكان، مما يضمن دقة الأرقام المعلنة.

تباطؤ النمو.. مؤشر على جهود تنظيم الأسرة

 

هذا الإنجاز الديموغرافي يأتي بعد فترة قصيرة من تسجيل البلاد 107 ملايين نسمة في 2 نوفمبر 2024. وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن مصر أضافت مليون نسمة خلال 287 يومًا، أي ما يقارب 9 أشهر ونصف، وعلى الرغم من أن هذا الرقم قد يبدو كبيرًا، إلا أنه يحمل في طياته دلالة إيجابية: تباطؤ في وتيرة الزيادة السكانية.

وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، تستغرق مصر فترة أطول لتسجيل مليون نسمة جديد. فقد ارتفعت الفترة الزمنية للوصول إلى 108 ملايين نسمة إلى 287 يومًا، مقارنة بـ268 يومًا للوصول إلى المليون السابق، و250 يومًا للمليون الذي سبقه.

يذكر أن هذا التباطؤ الملحوظ في وتيرة الزيادة يعود بشكل مباشر إلى انخفاض متوسط عدد المواليد اليومي، الذي تراجع إلى 5165 مولودًا، بعد أن كان 5385 مولودًا في الفترة السابقة، و5599 مولودًا قبل ذلك.

جدير بالذكر أن هذا التراجع في أعداد المواليد اليومية انعكس أيضًا على معدل المواليد الإجمالي، الذي انخفض في عام 2024 إلى 18.5 لكل ألف من السكان، مقارنة بـ19.4 في الألف عام 2023. هذه الأرقام تشير إلى أن الجهود المبذولة من قبل الدولة في مجال تنظيم الأسرة وزيادة الوعي بأهمية القضية السكانية بدأت تؤتي ثمارها ببطء وثبات.

فروق صارخة بين المحافظات

 

رغم التراجع العام في معدلات المواليد، تظل هناك فوارق كبيرة بين المحافظات المختلفة، مما يؤكد على أن التحدي السكاني له أبعاد إقليمية واجتماعية تحتاج إلى معالجة خاصة. فوفقًا للبيانات، تواصل محافظات الصعيد تسجيل أعلى معدلات للمواليد. وتصدرت محافظة أسيوط القائمة بمعدل 23.8 لكل ألف نسمة، تليها سوهاج وقنا والمنيا وبني سويف.

على الجانب الآخر، سجلت محافظات مثل بورسعيد ودمياط والدقهلية والغربية والإسكندرية أقل المعدلات، مما يعكس اختلاف الوعي الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بين هذه المناطق. هذا التفاوت يسلط الضوء على ضرورة تكييف الخطط السكانية لتناسب كل محافظة على حدة، مع التركيز بشكل خاص على المناطق التي لا تزال تسجل معدلات نمو مرتفعة.

استمرار التحدي رغم التراجع في معدلات الإنجاب

 

التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد أيضًا على تراجع معدلات الإنجاب بشكل عام، حيث انخفض متوسط عدد الأطفال لكل سيدة من 3.5 طفل في عام 2014 إلى 2.41 طفل فقط في عام 2024. هذا الانخفاض يعكس التوجه العام نحو الأسر الصغيرة.

ومع ذلك، لا يزال النمو السكاني يمثل تحديًا كبيرًا لمصر. فالزيادة المستمرة في عدد السكان تضع ضغطًا هائلاً على الموارد الطبيعية والبنية التحتية، وتزيد من صعوبة توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإسكان. وبالتالي، فإن تحقيق التوازن بين النمو السكاني والتنمية المستدامة يبقى هو الهدف الأسمى للحكومة المصرية في المرحلة القادمة.

المقال السابق

التضامن: صرف “تكافل وكرامة” لشهر أغسطس بقيمة تتجاوز 4 مليارات جنيه اليوم

المقال التالي

سبتمبر.. إطلاق “اليوم المصري للموسيقى” احتفاءً بذكرى سيد درويش

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *