• 7 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

شيشة زويل

لفتتنى صورة نادرة لطيب الذكر الحائز على نوبل الدكتور «أحمد زويل» من نوادر مقتنيات طيب الذكر كبير المصورين المصريين «فاروق إبراهيم».

الصورة تنطق بالكلام، العالِم الكيميائى العالمى، المصرى الأمريكى، يدخن الشيشة فى مقهى بالحسين، الصورة تبرهن على بساطة رجل نوبل، الله يرحمه، والصورة بألف كلمة كما يقولون.

صورة عالمية بالمقاييس الصحفية، لا أعرف لماذا ادخرها «العم فاروق» طويلًا حتى نُشرت ضمن نوادر المعرض المقام حاليًا بمنطقة وسط البلد، والذى يحوى صورًا للمشاهير من أهل الفن والسياسة.

ما أسميه «غرام الشيشة»، ويشبه «غرام الأفعى» سم زعاف، والغَرَامُ التعلُّقُ بِالشَّىءِ تعلُّقًا لا يُستطاع التخلص منه، والغَرَامُ عذابٌ لازم، وشرٌّ دائم، ووقَع فى غرامها بمعنى أحبّها حبًّا شديدًا.

طيب الذكر الروائى «جمال الغيطانى» وقع فى غرامها طويلًا حتى استفاق على سمها، تبخ سمًّا، وخطورتها على صحته، فهجرها وهجر مقهى «عبدالله» فى باب اللوق، بعد أن كتب فيها مقالًا غراميًّا يحتفظ به أرشيفه الضخم، من عيون مقالات الغيطانى الأدبية الساخرة.

ومثله كثير ممن وقعوا فى غرام الشيشة، وكان هذا الغرام محل استغراب ودهشة طيب الذكر المحاور «مفيد فوزى»، وكان يسألنى معاتبًا: كفاية شيشة يا أخى، قل لى: ما وجه الغرام فى هذا القطران؟.. أبتسم متواريًا منه خجولًا، مغمغمًا بكلمات غير مفهومة عن العشق الممنوع.

لماذا الشيشة محل هذا المقال، وقد أصبحت مثل وباء، ينتشر ويتوغل، ويصيب بعض الشباب بعد أن استولى على كثير من الشيوخ؟!.

تدخين الشيشة للأسف بات طقسًا مرعيًّا فى الكافيهات الراقية، بعد أن ظلت رابضة كالحية الرقطاء فى قيعان المقاهى الشعبية الرطبة، وتسللت مؤخرًا إلى البيوت الراقية والمستورة والبسيطة، الشيشة دخلت البيوت، وإذا سألت، يجيبك فى غلالة دخان كثيفة، وبِثِقة المدخن وخبرته.

المعسل أرخص من السجاير، وأخف منها تدخينًا، وهو فى قرارة نفسه يعلم بكذبه وهو يكذب، يكذب ويشد الأنفاس الثقيلة على صدره الضيق، يكاد يلفظ أنفاسه!!.

وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ، محسوبك خبرة ربع قرن من التدخين المتواصل حتى آخر نفَس، الشيشة كرشة نفس بالليل، وكحة مخيفة بالنهار، وتهاوى صحة بدنية ونفسية وعصبية طول الوقت، وحرق لعشرات الجنيهات شهريًّا.

 

 

لن أنقل هنا أسعار المعسل القص والسلوم والمزاج، ولا أسعار الفحم، ولا سعر حجر الشيشة التفاح فى الكافيهات، أسعار تخجل منها أسعار الفواكه والخضروات، ولكن المزاج يحكم، لو حسبها المدخن معيشيًّا لخجل من نفسه.

الحمد لله، حديث الأرقام معاكس لأعلاه، وآخر التقارير والحمد لله تشير إلى تراجع استهلاك المعسل إلى ٦ آلاف طن العام الماضى بالمقارنة بـ٩ آلاف طن فى العام السابق عليه، وهذا جيد وحسن.

ونرجو فى العام الجارى أن تتراجع معدلات استهلاك المعسل، ومرجعه كما فهمت إلى ارتفاع رسوم الترخيص بتقديم الشيشة للزبائن، وهذا قرار حكيم جدًّا يحافظ على الحد الأدنى من الصحة العامة التى تستنزفها الشيشة، حذارٍ الشيشة فيها سم قاتل، ولو على سبيل التسرية (تفاريح)، كما تقول صورة زويل النادرة!

حمدى رزق

المقال السابق

أضيئوا بالحب قلوبكم

المقال التالي

الأهلي يسقط أمام الهلال للمرة الأولى منذ 16عام في بداية مشواره الإفريقي …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *