رحيل السيدة ليا نادلر: شريكة حياة الدبلوماسي الكبير الدكتور بطرس بطرس غالي
فقدت مصر والعالم اليوم السيدة ليا نادلر، زوجة الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة وأحد أعلام الدبلوماسية المصرية والدولية. برحيلها، تُطوى صفحة امرأة استثنائية كانت رفيقة درب وشريك حياة رجل لطالما تصدر المشهد الدولي بمواقفه المؤثرة وأدواره البارزة في الساحة السياسية العالمية.
السيدة ليا نادلر: سيرة وفاء ودعم
ارتبط اسم السيدة ليا نادلر بالدكتور بطرس بطرس غالي ليس فقط كزوجة، بل كشريكة دعم ومساندة خلال مسيرته الطويلة التي امتدت عقودًا من العمل الدبلوماسي والسياسي. لعبت دورًا حيويًا في حياته، سواء في مراحل عمله ضمن الدبلوماسية المصرية أو أثناء تقلده منصب الأمين العام السادس للأمم المتحدة في الفترة من 1992 إلى 1996. كانت تلك الفترة من أكثر المراحل تعقيدًا على الساحة الدولية، حيث شهدت أزمات عالمية كبرى مثل الصراع في رواندا والبوسنة والهرسك، وهو ما تطلب دعمًا إنسانيًا كبيرًا من السيدة ليا، التي وقفت بجانبه كداعم رئيسي في مواجهة التحديات.
شريكة حياة لدبلوماسي عالمي
وُصفت السيدة ليا بأنها نموذج للمرأة التي لم تكتف بدور الزوجة التقليدي، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من نجاح زوجها، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات الدبلوماسية في تاريخ مصر الحديث. كان دورها ممتدًا ليشمل المساندة النفسية والاجتماعية لزوجها، خصوصًا في المراحل التي تطلبت منه قرارات جريئة ومواقف حاسمة على المستوى الدولي.
من خلال وجودها بجانبه، أسهمت السيدة ليا في توفير البيئة الداعمة التي مكنت الدكتور بطرس غالي من تحقيق إنجازاته الدولية، مثل المساهمة في صياغة اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والعمل على تطوير الأمم المتحدة خلال فترة توليه الأمانة العامة.
رمز للوفاء والإنسانية
كانت السيدة ليا نادلر شخصية محبوبة في الأوساط الدبلوماسية والاجتماعية، حيث عُرفت بتواضعها ودفء علاقاتها الإنسانية. وبالرغم من الحياة المليئة بالضغوط، حرصت على الحفاظ على علاقات قوية مع أصدقائها وعائلتها، لتظل مثالًا يُحتذى به للوفاء والتضحية.
رحيل يترك أثرًا عميقًا
برحيل السيدة ليا نادلر، تخسر مصر والعالم شخصية أثرت في مسيرة أحد أبرز رموز الدبلوماسية المصرية، تاركة خلفها إرثًا من القيم الإنسانية والمواقف النبيلة التي ستظل محفورة في ذاكرة كل من عرفها.
رحم الله الفقيدة وألهم عائلتها ومحبيها الصبر والسلوان.