يوستينا ألفي “بالسعف والترانيم.. أحد الشعانين يزين قلوب أقباط مصر بالفرح والإيمان”
كتبت : يوستينا ألفي
احتفل الأقباط في مصر، اليوم، بأحد الشعانين – أو أحد السعف – وسط أجواء روحانية مميزة امتلأت بالترانيم والصلوات والبهجة التي علت وجوه الأطفال والكبار، وهم يحملون سعف النخيل المصنوع على هيئة صلبان وتيجان وأشكال فنية تعبّر عن بداية أسبوع الآلام، وختام الصوم الكبير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
منذ الساعات الأولى من الصباح، امتلأت الكنائس بالأسر القبطية، التي حضرت للمشاركة في القداسات والطقوس الكنسية الخاصة بهذا اليوم المقدس، الذي يخلد ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم واستقباله بأغصان الزيتون وسعف النخيل.
وشهدت الكنائس في مختلف المحافظات استعدادات مكثفة لاستقبال الزائرين، وسط تأمينات مشددة وتواجد مكثف للخدمات التنظيمية والتطوعية، لضمان أجواء آمنة ومنظمة للمصلين.
ولم تخلُ الأجواء من الطابع الاحتفالي الذي يميز أحد الشعانين، حيث امتلأت الساحات الخارجية للكنائس بباعة السعف الذين قدموا أشكالًا مبتكرة نُسجت بدقة ومهارة، لتعكس تراثًا قبطيًا متجذرًا في الذاكرة الشعبية.
ويُعد أحد الشعانين من أكثر المناسبات الدينية بهجة في التقويم القبطي، إذ يجمع بين الطقوس الروحانية العميقة والمظاهر الاحتفالية الشعبية، وهو بداية أسبوع الآلام الذي يُعد من أقدس الأسابيع لدى المسيحيين، تمهيدًا لعيد القيامة المجيد.
بهذا المشهد الذي يتكرر كل عام، يؤكد أقباط مصر تمسكهم بهويتهم الدينية، واحتفائهم بالتراث والإيمان، في مشهد تتعانق فيه الروحانية مع الفولكلور، وتُروى فيه قصة الإيمان من جديد عبر أغصان السعف وترانيم التسبيح.
