يوستينا ألفي “يحيى الفخراني.. فارس الدراما يتوّج بلقب شخصية العام الثقافية”
كتبت : يوستينا ألفي
في لحظة امتزج فيها الفن بالامتنان، والموهبة بالتقدير، أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عن اختيار الفنان القدير يحيى الفخراني “شخصية العام الثقافية” لعام 2025، تكريمًا لمسيرته الذهبية ومساهماته الرائدة في إثراء المشهد الثقافي العربي على مدار عقود.
هذا التكريم لم يكن مجرد لقب أو درع يُسلَّم في احتفالية، بل هو اعتراف رسمي من مؤسسة ثقافية عربية مرموقة، بأن الفخراني لم يكن فقط ممثلًا يؤدي أدوارًا، بل صاحب رسالة، حمل الفن على كتفه كقضية، ومرآة تعكس نبض الناس وتحفظ الذاكرة الجمعية للأجيال.
من الخشبة إلى القلوب
منذ بداياته على المسرح، مرورًا بشاشات التلفزيون والسينما، قدّم الفخراني شخصيات لا تُنسى: الطبيب الإنساني في “عباس الأبيض”، القاضي العادل في “الليل وآخره”، و”الخواجة عبد القادر” الذي أحبه الصعيد قبل القاهرة. أدواره كانت تنبض بالحياة، ينسجها بروح الممثل المثقف، ويؤديها بصدق أبهر النقاد والجمهور على حد سواء.
ثقافة تتكلم فنًا
اختيار الفخراني شخصية العام الثقافية يحمل دلالة عميقة: أن الثقافة ليست فقط كتبًا ومعارض، بل هي أيضًا فن يعيش فينا، يحاورنا ويغيرنا. والفخراني أحد أبرز سفراء هذه الثقافة الناطقة، الذي أظهر كيف يمكن للعمل الفني أن يكون وسيلة للتعليم والتنوير لا الترفيه فقط.
مصر تحتفي بأحد أبنائها المخلصين
وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني أعربت عن فخرها بهذا الاختيار، مؤكدة أن الفخراني نموذج نادر للفنان الذي حافظ على مكانته دون أن يخسر قلوب الناس، والذي صعد سلالم المجد الفني دون أن ينفصل عن قضايا وطنه وإنسانيته.
أخيرًا…
تكريم يحيى الفخراني اليوم، هو تكريم لجيل بأكمله آمن بأن الفن يمكن أن يُغيّر الواقع، وأن الكلمة الصادقة والصورة المؤثرة يمكن أن تعيش أطول من أصحابها. وبينما يواصل الفخراني رحلته في العطاء، يبقى اسمه محفورًا في وجدان العرب، كنموذج للفنان الحقيقي الذي يشبه الناس… ويشبه الحلم.
