نحو تضخم أقل واقتراض أذكى.. خطة مصر حتى 2026
كتبت / يوستينا ألفي
يشهد الاقتصاد المصري تحولات مهمة تسعى إلى تحسين الأوضاع المالية وتخفيف الأعباء على المواطنين خلال السنوات القادمة. في أحدث تقريراته، أعلن البنك المركزي المصري توقعاته لمسار التضخم خلال عام 2026، حيث من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم إلى نسبة بين 10% و12.5%، في خطوة إيجابية بعد مستويات التضخم المرتفعة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
يأتي هذا التوقع وسط جهود نقدية مستمرة من البنك المركزي للسيطرة على ارتفاع الأسعار، من خلال سياسات نقدية متشددة تشمل رفع أسعار الفائدة لتحفيز الاستقرار المالي. هذه الإجراءات تهدف إلى تهدئة موجة التضخم وتحسين القوة الشرائية للمواطنين، خاصة مع التحديات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الأسواق المحلية.
في نفس السياق، أعلنت مجموعة البنك الأفريقي للتنمية عن تقديم ضمانة ائتمانية لمصر بقيمة 500 مليون دولار لدعم إصدار سندات ساموراي، وهي سندات مقومة بالين الياباني تُصدر في السوق اليابانية. هذه الخطوة تأتي كجزء من خطة التمويل الحكومي لخفض تكلفة الاقتراض وتحسين وضع مصر في الأسواق المالية الدولية، مما يساعد في تعزيز الاحتياطات الأجنبية ودعم المشروعات التنموية.
ماذا يعني هذا للمواطنين؟
انخفاض التضخم إلى نطاق 10-12.5% يعني أن أسعار السلع والخدمات ستكون أقل ارتفاعًا مقارنة بالفترة السابقة، مما يخفف من الضغوط المالية اليومية على الأسر المصرية. كما أن تحسين استقرار الأسعار يعزز من قدرة المواطن على التخطيط المالي والادخار، ويخلق بيئة أكثر استقرارًا للاستثمار.
تأثير الضمانة الأفريقية على اقتصاد مصر
الضمانة التي يقدمها البنك الأفريقي للتنمية تقلل من المخاطر التي يتحملها المستثمرون الأجانب في سندات الساموراي، مما يجعلها أكثر جاذبية وأسهل في التغطية. هذا بدوره يتيح للحكومة المصرية الحصول على تمويل بتكلفة أقل، ويساعد في تحسين صورة مصر الاقتصادية عالميًا، ويعزز من ثقة المستثمرين في المستقبل الاقتصادي للبلاد.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، تبقى هناك تحديات أمام الاقتصاد المصري، منها تقلبات الأسعار العالمية للسلع الأساسية، وحاجة مصر إلى الاستمرار في تطبيق سياسات مالية ونقدية متوازنة للحفاظ على استقرار سعر الصرف والاحتياطات الأجنبية.
مع ذلك، توضح هذه الخطوات أن مصر تسير في اتجاه سليم نحو اقتصاد أكثر استقرارًا ومرونة، قادر على مواجهة الصدمات وتحقيق نمو مستدام في المستقبل القريب.