يوستينا ألفي مصر وألمانيا.. شراكة تقود المستقبل
كتبت /يوستينا ألفي
في ظل عالم يشهد تحولات سياسية واقتصادية متسارعة، تبرز العلاقة بين مصر وألمانيا كنموذج لشراكة استراتيجية مبنية على المصالح المشتركة والرؤى المتقاربة. فعلى مدار العقود الماضية، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا على كافة المستويات، بدءًا من التعاون الاقتصادي مرورًا بالتبادل الثقافي وحتى الشراكات في مجالات الطاقة والتعليم.
اقتصادياً، تعد ألمانيا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر في أوروبا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 5 مليارات يورو في السنوات الأخيرة، بحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة المصرية. وتعمل أكثر من 1,200 شركة ألمانية في السوق المصرية، مما يعكس الثقة المتبادلة في بيئة الاستثمار.
أما في مجال الطاقة، فقد شهدت مصر وألمانيا تعاوناً غير مسبوق، خصوصاً مع شركة “سيمنز” الألمانية التي ساهمت في تنفيذ واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في العالم داخل مصر، ما دعم البنية التحتية ولبّى احتياجات التنمية.
في التعليم والتدريب، يستفيد آلاف الطلاب المصريين من المنح الألمانية والدورات التدريبية، كما تعد الجامعة الألمانية في القاهرة مثالًا بارزًا على التكامل التعليمي بين البلدين، والذي يسهم في إعداد كوادر مؤهلة تنافس عالميًا.
ولم تغب القضايا البيئية والمناخية عن جدول التعاون، حيث لعبت ألمانيا دورًا فاعلًا في دعم مصر خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27، وحرصت على تعزيز التحول الأخضر ومشروعات الطاقة المتجددة.
العلاقة بين مصر وبرلين ليست مجرد تعاون سياسي، بل هي استثمار في المستقبل، يقوم على تبادل الخبرات، ودعم التنمية المستدامة، وتبنّي حلول مبتكرة تخدم الشعبين.
