بلطة حجرية عمرها 700 ألف عام في المتحف المصري الكبير
كتبت / يوستينا ألفي
أعلن المتحف المصري الكبير عن عرض قطعة أثرية نادرة تُعد من أقدم ما تم اكتشافه في تاريخ مصر، وهي بلطة حجرية يدوية تعود إلى نحو 700 ألف عام، تعود للعصر الحجري القديم السفلي، وهو ما يُمثل نقلة استثنائية في فهم تطور الإنسان في وادي النيل.
القطعة الفريدة اكتُشفت في منطقة “الفيوم” وتحديدًا في “موقع كوم النور”، أحد أقدم المواقع الأثرية المرتبطة بالنشاط البشري في مصر. وتُبرز البلطة – المصنوعة من حجر الكوارتزيت – مستوى متقدمًا من المهارة في تشكيل الأدوات لدى الإنسان الأول، حيث كانت تُستخدم في التقطيع والضرب، وربما في الصيد.
ويُعد هذا الكشف الأثري جزءًا من جهود المتحف المصري الكبير لتسليط الضوء على المراحل المبكرة للحضارة المصرية، والتي سبقت توحيد القطرين وبناء الأهرامات بآلاف السنين. وقد تم تجهيز البلطة للعرض داخل قاعة “ما قبل التاريخ”، والتي توثق بدايات الإنسان في مصر منذ أول ظهور له حتى ظهور الكتابة.
من جهته، قال الدكتور طارق توفيق، المدير العام السابق للمتحف المصري الكبير، إن عرض هذه القطعة يُعزز من قيمة المتحف كمركز عالمي للتاريخ الإنساني، موضحًا أن البلطة تُعد واحدة من أقدم الأدوات الحجرية المكتشفة في شمال إفريقيا، وتُشكل دليلاً قويًا على أن مصر كانت مأهولة بالبشر منذ مئات الآلاف من السنين.
ويؤكد علماء الآثار أن هذه الأداة تنتمي لما يُعرف بثقافة “الأشلينية”، التي ارتبطت بالإنسان المنتصب (Homo erectus)، وهي تُستخدم في الدراسات المقارنة لفهم تطور الأدوات الحجرية في أفريقيا ومناطق العالم الأخرى.
يُذكر أن المتحف المصري الكبير، الذي يقع على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، يستعد لافتتاحه الكامل خلال الأشهر المقبلة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف العصور المصرية القديمة.