نجيب قلدس.. من ضابط شرطة مهاجر إلى أيقونة قبطية تُكرَّم في أستراليا
في لحظة مفعمة بالفخر والانتماء، شهدت مدينة سيدني الأسترالية مؤخرًا تكريمًا مميزًا للدكتور نجيب قلدس (Nick Kaldas)، أحد أبرز أبناء الجالية القبطية في المهجر، وذلك في احتفالية رسمية حضرها ممثلون عن الحكومة الأسترالية وشخصيات كنسية ومجتمعية بارزة.
جاء هذا التكريم تتويجًا لمسيرة استثنائية امتدت لأكثر من أربعة عقود، بدأها قلدس منذ هجرته من مصر عام 1969، ليصنع لنفسه مكانة بارزة داخل جهاز شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، ويُصبح أول قبطي يشغل منصب نائب مفوض الشرطة في أستراليا، قبل أن يتولى لاحقًا رئاسة وحدة مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
تكريم مستحق لمسيرة مشرفة
الاحتفال، في يونيو 2025، شهد كلمات مؤثرة أشادت بمجهودات نجيب قلدس في دعم السلام المجتمعي، وتمثيله المشرف للمهاجرين من أصول عربية ومصرية. وقد أعرب قلدس عن امتنانه لهذا التقدير، مؤكدًا التزامه المستمر بخدمة المجتمع، لا سيما من خلال تشجيع الشباب من أصول مهاجرة على الانخراط في مؤسسات الدولة الأسترالية.
لقاء كاشف على قناة أغابي
في لقاء خاص على قناة أغابي TV، ضمن برنامج “شخصيات مضيئة”، كشف نجيب قلدس كثيرًا من محطات حياته، وتحدث بوضوح عن هويته ومسيرته المهنية، قائلاً:
“وصلت إلى أستراليا صغيرًا مع أسرتي من مصر، ولم نكن نملك إلا القليل، لكن كان عندي إصرار شديد على أن أنجح وأثبت نفسي.”
وعن صعوده في جهاز الشرطة الأسترالية، أضاف:
> “كنت واحدًا من أوائل من يمثلون خلفية شرق أوسطية في جهاز الشرطة، وكان مهمًا أن أفتح الباب لغيري.”
وعن تمسكه بهويته القبطية، قال:
“لم أتخلَ يومًا عن هويتي، بالعكس كنت أفتخر دائمًا أني قبطي مصري، وكنت أشرح لزملائي في الشرطة من نحن وما الذي نؤمن به.”
كما دعا الشباب إلى الانخراط في العمل العام:
“إذا لم نشارك وننخرط في مؤسسات المجتمع، فلن نُسمَع. لا بد من الحضور والتأثير.”
نموذج مُلهِم لأبناء الجالية
نجيب قلدس لم يكن مجرد ضابط شرطة ناجح، بل أصبح رمزًا للاندماج الإيجابي والمهنية، ومصدر إلهام لجيل كامل من الشباب القبطي والعربي المهاجر. اليوم، وبعد سنوات طويلة من الخدمة والريادة، يأتي هذا التكريم كاعتراف رسمي وشعبي بمكانته الاستثنائية، وبكونه نموذجًا يُحتذى به في دول المهجر.