• 22 نوفمبر، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

اللواء سمير زين العابدين يكتب عن حرب اكتوبر

حرب اكتوبر 73 هي الحدث الذي شكل أكبر صدمة طالت إسرائيل منذ إحتلالها فلسطين وحتي وقتنا الحاضر, تحطمت كل تقديراتها الإستراتيجية وتزلزل مفهوم أمنها القومي, ودفعت قسرا الي تغييره.

تغير العالم بعد حرب أكتوبر عمّا قبلها, واستحدثت طرق وأساليب ومفاهيم جديدة, خاصة في المجالين العسكري والإقتصادي.

صدقا كان المحارب المصري هو مفاجأة الحرب, استطاع هزيمة التفوق النوعي لإسرائيل المدعوم من معظم القوي الإستعمارية.

الإنتصار يعني أن محصلة أعمال القوات العسكرية نجحت في تحقيق الهدف السياسي وهو تحرير الأرض المحتلة. فالحرب هي أداة سياسية في المقام الأول, ويجب أن نفهم ثغرة الدفرسوار في هذا الإطار.

ثغرة الدفرسوار هي دليل قوي علي أن قوة إسرائيل العسكرية لم يكن يستهان بها, وهو ما استوعبه المخطط المصري في تحديد المهام الاستراتيجية والتعبوية, ونجحت القوات في تنفيذه وتحقيق الانتصار.

عودة للمحارب المصري, فقد قامت الحرب علي أكتاف أجيال جديدة تم إعدادها وتجهيزها وتدريبها بأساليب مستحدثة تجاوزت سلبيات الماضي.

في الفترة من يونيو 67 وحتي اكتوبر 73 تخرج في الكلية الحربية 14 دفعة من ضباط القوات البرية وصلت الي ما يزيد عن 12 الف ضابط, وبالمثل كان الحال في الكليات الجوية والبحرية وكلية الضباط الإحتياط, وكل المنشآت التعليمية, كانوا جميعهم في الجبهات الأمامية المتقدمة.

أظهر الجندي المصري (العادي غير المؤهل) كفاءة نادرة وجلد نتيجة للتكرار ولطول فترة تدريبه التي امتدت لخمس وست وسبع سنوات, وتعامل من لا يعرفون القراءة والكتابة مع الأجهزة الحديثة بكفاءة فاقت التوقعات.

كان الإخلاص والتفاني والجدية في العمل وانكار الذات هي السمات العامة لكل العاملين في القوات المسلحة خلال سنوات الاستعداد, وأثناء العمليات.

من الذكريات الطريفة خلال حرب أكتوبر

مع استمرار العمليات وصلنا الي يوم 14 أكتوبر, في هذا اليوم كثف العدو عملياته الجوية بشدة في عملية شبه انتحارية بهدف تدمير او اسكات مواقع صواريخ الدفاع الجوي التي أذاقت طائراته العذاب طوال الفترة السابقة.

كنت أحتل إحدي التباب بالقرب من مدينة القنطرة شرق, وكان يشاركنا التبة طاقم دفاع جوي مسلح بالصاروخ (ستريلا) المضاد للطائرات, كان قائد هذا الطاقم صف ضابط طالما فكرت أن أنهره أو أنقض عليه لأنه ولعدة أيام سابقة كان يرتدي بنطلون بيجامة و شبشب علي سترة الأوفرول (الجزء العلوي من الأوفرول) ويربط رأسه بفوطة ميري, لم يكن يتبعني, بمعني أنني لست قائده, وكلما حدثته بذلك ينتظم لفترة وجيزة ويعود لسابق حاله, وكلما مر أمامي يصيبني الغيظ منه.

في صبيحة هذا اليوم مرت فوقنا طائرة قاذفة اسرائيلية ودخلت الي العمق لتنفذ مهامها وفي طريق عودتها, انتصب هذا المقاتل وصوب تجاهها صاروخه واطلقه, ثوان قليلة واخترق الصاروخ فتحة العادم للطائرة وانفجرت وبدات تهوي الي الأرض كالعصفورة الجريحة.

لم أشعر الا وأنا احتضن هذا المقاتل واقبل رأسه وأشكره علي بطولته, وبكل الرضي قلتله البس اللي علي كيفك ولا يهمك.

موقف آخر
في ثان يوم عمليات 7 أكتوبر وأثناء الاشتباك مع العدو سمعت هرجا ومرجا شديد بالخلف وتدافع الجنود باتجاهي ممسكين برجل يرتدي أوفرولا علي حذاء ملكي (مدني) وبدون غطاء رأس وقد قيدوه واوسعوه ضربا.
قبضنا علي عسكري اسرائيلي يا فندم.

الرجل كان ابيض البشرة, شعره أصفر وعيناه زرقاوتان.
وعندما اقترب مني سمعته يصرخ الحقني يا سيادة النقيب سمير.
ولما رأيته تذكرته, انه الجندي ناجي الذي سرح من الخدمة منذ عدة أشهر ضمن خطة الخداع الاستراتيجي وقد تم استدعاؤه للمشاركة في الحرب, كان الجندي ملحقا علي وحدة أخري أثناء خدمته فلم يعرفه الجنود واستدعي علي وحدته الأصلية

(وحدتي) لحظه العاثر, طلبت منهم ان يتركوه وأخبرتهم بمن هو فأخذوا يعتذرون له (حقك علينا يا دفعة,اللي ما يعرفك يجهلك.. الخ)

هذا الجندي ظل خلال الحرب كظلي يمشي ورائي ولا يتركني أبدا خشية أن يراه أحد لا يعرفه, واظنه كان يلعن لون بشرته وشعره وعيونه طوال الوقت.

اللواء سمير زين العابدين ..  سيرة بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة

 فهو واحد من وحوش القوات المسلحة المصرية و رجالها الأبطال الذين صنعوا تاريخ مصر و سطروا ملحمة نصر لا تنسى ..
هو من ابطال حرب الاستنزاف و هو أيضا من ابطال ثغرة الدفرسوار ..
نضع هنا نبذة تعريفية لسيطة موجزة للغاية عن ” بعض ” وليس كل ما انجزه هذا الوحش البطل وأشباله
التحق بالكلية الحربية بعد أيام من حرب يونيو 67 وبالضبط في 22 يوليو 1967 .. وتخرج في اول فبراير عام 1969
شارك في حرب الاستنزاف

حاصل علي الماجستير (أركان حرب) ودورة طويلة بالولايات المتحدة
وفي حرب 73 كان (نقيب) قائد سرية مدفعية وكانت مهمته في بداية الحرب ضمن قوات تحرير مدينة القنطرة شرق وهي أول مدينة تم تحريرها في الحرب.

ثم انتقل بوحدته ضمن قوات تدمير ثغرة الدفرسوار الي ان صدرت تعليمات إيقاف النيران.
بعد التنقل في الوظائف المختلفة انتهت خدمته في هيئة عمليات القوات المسلحة علي رتبة اللواء عام 1997

طبعا ليس هذا كله …لكن الجنرال ليس من هواة التفاخر بانجازاته كونه كون كل شريف من نسور ووجوس ونوارس القوات المسلحه الذين قهروا كل متغطرس ودكوا كل حصون العدو الصهوينى …

… تحية اعزاز وتقدير للواء سمير زين العابدين …

 

 

الصورة .. مرحلة الإعداد للحرب عام 1970

 

المقال السابق

تذكار الاربعين المقدسة للمتنيح الانبا بطرس

المقال التالي

رحاب مطاوع تختتم ليالي مؤتمر نقطة بداية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *