ماجد مفرح المشاط: “حياة كريمة” تواصل مسيرتها.. 25 مليار لبدء المرحلة الثانية وتوسعات في البنية التحتية
كتب / ماجد مفرح
أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في تقريرها الأخير، عن تخصيص 25 مليار جنيه كدفعة أولى لبدء مشروعات المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” خلال العام المالي 2025/2026، تأتي هذه الاستثمارات في إطار خطة التنمية الشاملة التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في الريف المصري، وتطوير البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
“حياة كريمة” نموذج تنموي عالمي
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط، أن مبادرة “حياة كريمة” تمثل نموذجاً تنموياً فريداً، حظي بإشادات دولية واسعة. فقد تم تسجيلها على منصات الأمم المتحدة كأحد أفضل الممارسات الدولية، نظراً لنطاقها الواسع الذي يغطي حوالي 60% من سكان مصر، وشمولها لمعظم أهداف التنمية المستدامة، لا سيما تلك المتعلقة بالصحة والمياه النقية والصرف الصحي.
وأشارت المشاط إلى أن المبادرة تتبنى نهجاً شاملاً يراعي الأبعاد الاقتصادية والبيئية والعمرانية، إضافة إلى الجوانب الاجتماعية.
استثمارات ضخمة لمواجهة التحديات
تعتزم الحكومة توجيه الاستثمارات الجديدة، والتي قد تكون قابلة للزيادة، إلى قطاعات حيوية مثل مياه الشرب والصرف الصحي. وقد بلغت التقديرات المالية للمرحلة الأولى من المبادرة 350 مليار جنيه. وتخضع المبادرة لبرنامج زمني دقيق ومراحل محددة، مع متابعة مستمرة من قبل القيادة السياسية لضمان إنجاز المشروعات في المواعيد المقررة.
وفي إطار تعزيز الشفافية والمساءلة، أوضحت المشاط أن الوزارة أطلقت تطبيق “شارك 2030” لتمكين المواطنين من الاطلاع على المشروعات الجارية وتقديم مقترحاتهم. هذا النهج يضمن مشاركة مجتمعية فعالة ويسمح بتقييم الأداء بشكل دوري، حيث قامت الوزارة بالفعل بتقييم أداء 50 قرية في المرحلة الأولى.
وأكدت الوزيرة، على أن المبادرة تستند إلى التخطيط الاستراتيجي القائم على البيانات، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لتحديد احتياجات القرى بدقة.
أرقام وإنجازات.. حصاد المرحلة الأولى
استعرض تقرير الوزارة أبرز إنجازات المرحلة الأولى، التي شملت 1477 قرية في 20 محافظة، ليستفيد منها 18 مليون مواطن. وبلغ متوسط معدل التنفيذ 86.5%، فيما تجاوزت قيمة المبالغ المنصرفة 298 مليار جنيه، منها 68% لمحافظات الصعيد. وشهدت هذه المرحلة إنجازات ضخمة، حيث تم الانتهاء من مئات محطات مياه الشرب والصرف الصحي، وتحقيق تغطية شبه كاملة لخدمات مياه الشرب.
كما شهدت المبادرة تطويراً كبيراً في قطاعات التعليم والصحة والشباب، مع محو أمية مئات الآلاف من المواطنين، وإنشاء وتطوير مئات المراكز الشبابية.
تنمية مستدامة ببعد بيئي
أكدت المشاط، أن المبادرة تدمج البعد البيئي ضمن خططها، من خلال مواصلة تنفيذ مبادرة “القرية الخضراء”، التي تهدف إلى تأهيل قرى “حياة كريمة” وفقاً للمعايير البيئية العالمية.
وقد نجحت أربع قرى بالفعل في الحصول على شهادة “ترشيد” للمجتمعات الريفية الخضراء، وهي شهادة دولية تعكس الالتزام بالاستدامة في مجالات الطاقة والمياه والموارد، مما يؤكد أن “حياة كريمة” ليست مجرد مشروع تنموي، بل رؤية شاملة لمستقبل أفضل للقرى المصرية.
