• 29 مارس، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

رحيق الاستشهاد لــــ ” الأنبا مكاريوس “

في كتاب توثيقي .. ماذا فعل الإخوان بأقباط مصر

اسم الكتاب – رحيق الاستشهاد – أحداث يوم الأربعاء الدامي 14 اغسطس 2013
• الكاتب – الانبا مكاريوس الاسقف العام
• الناشر – إيبارشية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس

الكتاب التوثيقي (رحيق الاستشهاد احداث يوم الاربعاء الدامي 14 اغسطس 2013 م ) حيث لم تزل أحداث الأربعاء 14 أغسطس 2013علامة فارقة في تاريخ مصر والاقباط ، حيث فض اعتصامي الإخوان المسلمين رابعة والنهضة، وهذه العلامة أصبحت مصدرًا محوريا في كتابة تاريخ الأقباط المعاصر ، لذلك اهتم الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا ورئيس تحرير مجلة الكرازة في كتابه «رحيق الاستشهاد» ان يقدم توثيقا دقيقًا لحرق الكنائس وخسائر الأقباط من المنشآت المدنية في إطار روحي عميق يستلهم خبرة الأقباط في توقعهم للموت حيث صار الجميع قاب قوسين أو أدنى من الاستشهاد، لا سيما بعدما تأكد لهم أن كل المسيحيين أصبحوا مستهدفين، بعد فض الاعتصام في إطار خطة كانت محكمة علي مستوي الجمهورية

مقدمة البابا
الكتاب قدم له قداسة البابا تواضروس الثاني قائلًا: هذه صفحات للتاريخ نسجلها ومازالت الأحداث الدامية ماثلة أمامنا كوطن وككنيسة وكمجتمع، نسجلها بصدق شهادة لكل العالم وكيف قدم أقباط مصر صورة مضيئة عن معانى الوطنية والأخوة والمواطنة وكيف طبقوا الوصية المسيحية بصورة أذهلت العالم والمصريين إننا نحبكم أيها المعتدون.. ونسامحكم.. ونغفر لكم.. ونصلى من أجلكم وسلامة حياتكم.. مبارك شعبي مصر.

محور الكتاب
الكتاب يعرض بدقة متناهية أحداث الأربعاء الدامي الذى تعرضت فيه كنائس المسيحيين ومؤسساتهم وممتلكاتهم لهجمة شرسة، وكانت قد سبقت تلك الاعتداءات تهديدات لجميع الأقباط في طول البلاد وعرضها، سواء من أعلى المنصات في رابعة أو النهضة – كما تؤكد مقاطع الفيديو – أو من خلال المنشورات التي وزعت وفيها تهديد صريح باستهداف كل من الأقباط والمؤسسة العسكرية وقوات الجيش، أو من خلال بعض الخطب التحريضية في بعض المساجد، وقد قامت الكنيسة في أكثر من مكان بنقل هذه التخوفات إلى المسئولين.
أطلقت إيبارشية المنيا مبادرة تحويل اليوم الذى تمت فيه الاعتداءات إلى عيد قبطى يحمل معنى الفرح والفخر.. ويقول الأنبا مكاريوس تلقينا العشرات من الاقتراحات بخصوص اسم لهذا العيد، مثل: رحيق الاستشهاد، التقدمة، الكنيسة مجمرة بخور، من أجل الوطن، نيروز جديد، نيروز صغير – اسم عيد الشهداء في الكنيسة – ، عيد النصرة، الابن الضال، ذبيحة حب، حصاد البركات، ذبيحة المسيح ، عيد القرابين المقدسة، عيد الوطنية القبطية، ضريبة وطنية الأقباط، عيد الكنيسة القبطية المصرية.. وغيرها.

يضم الكتاب الوثائقى ثلاثة فصول؛

الأول: أبواب الجحيم لن تقوى عليها، ويضم الأماكن والأحداث من قبل الإرهابيين في سوهاج والمنشاة، وأسيوط، وأبنوب والفتح، والقوصية ومير، ودير مواس، والمنيا وأبو قرقاص، وسمالوط، وبنى مزار، ومغاغة، والفيوم، والجيزة، وأطفيح، وشمال الجيزة، 6 أكتوبر وأوسيم، وشمال سيناء، والقاهرة، والإسكندرية، وبيانات الكنيسة المركزية والبيانات المحلية.

أما الفصل الثانى فيشمل: المقالات التى صدرت إبان هذه الأحداث، والفصل الثالث: الملاحق، ويضم قائمة بالكنائس والمنشآت المسيحية التى تعرضت للاعتداءت والتدمير، وقائمة تضم ممتلكات المسيحيين التى تعرضت للاعتداء.

ورصد الكتاب عدد الكنائس التى تم حرقها وتدميرها بالكامل والتي وصلت إلى 36 كنيسة ومنشأة مسيحية، في حين تم حرق وتدمير 16 كنيسة ومنشأة بشكل متوسط، و8 بشكل جزئى، كما تم نهب وسلب 4 كنائس ومنشآت مسيحية، وبلغ عدد الخسائر في ممتلكات الأقباط الخاصة 421، كما جرح وأصيب وقتل العشرات، ومنهم من تم التمثيل بجثته مثل إسكندر طوس بدلجا بالمنيا.

وقدم الأنبا مكاريوس لتلك الشهادة، قائلا: “تعرضت الكنيسة لهجمة شرسة من المتشددين الإسلاميين، واستهدفت جميع الكنائس، ومؤسساتها إضافة إلى المساكن والمتاجر، في ذلك اليوم تعرضت حياة جميع أقباط مصر للخطر، وتوقع كل قبطى أن الموت قاب قوسين أو أدنى منه، وكذلك توقعوا فقدان كل ممتلكاتهم العامة والخاصة، وبينما كانوا يسمعون ويقرأون عن عصور الاضطهاد والاستشهاد، فقد عاشوا هذه الخبرة.

وكان من نتائج ذلك سلوك المسيحيين بشكل يمجد الله ويعكس محبتهم للوطن ونبذهم للعنف، لم يرفعوا عصا أو يرفعوا حجرا في وجه المعتدين، وهكذا تأكد للجميع أنه لا أسلحة في كنائسهم كما ادعى البعض عليهم، بل تجاوزوا الأزمة وشجعوا أولادهم وعادوا إلى كنائسهم المحترقة يصلون فيها لأجل الذين أحرقوها، طالبين من الرب أن يغفر لهم..» وأضاف «نال الأقباط الكثير من التقدير والتكريم.. وذاق الأقباط طعم الاستشهاد والشهادة للمسيح، واختبروا معانى أعمق للكنيسة”.

ويختتم الأسقف: “عاشت مصر وعاشت الكنيسة منارة للحب والتسامح وشاهدة لله والمجتمع”، تلك هى شهادة الأسقف الثائر.. الوطنى الذى يذكرنا بالآباء المؤسسين الشهداء، وأساقفة لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، ورغم الإرهاب الدموي، لكن الأقباط يعتبرون أن كل ذلك “ثمن بسيط للحرية”، كما قال قداسة البابا تواضروس الثانى.. وما أضافه البابا من أن “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”.. وتعيش بيننا تلك المقولة، مثل مقولة :

البابا شنودة الثالث:”مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا”.

 

المقال السابق

الفاتيكان يدعو السياح لزيارة مسار العائلة المقدسة

المقال التالي

فيديو .. إثيوبيا تفشل في تحقيق الملء الثاني لسد النهضة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *