• 26 أبريل، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

“فاقد الشيء لا يعطيه” بين الرفض والقبول .. بقلم / د. وجيه جرجس

مقوله “فاقد الشيء لا يعطيه” بين الرفض والقبول فلكل قاعدة شواذ.
.One who has nothing can give nothing

أحيانا نتعامل مع مقولات كأنها أبجديات نصوص الهيه نحكم بها خطأ على الكثيرين، أو قوانين نبني عليها قراراتنا فنخطأ أحيانا بحق من نطبقها عليه، من هذه المقولات “فاقد الشئ لا يعطيه ” فقد توارثنا ففاقد الشيء لا يعطيه في الأمور العلمية و المهنية وعلى سبيل المثال : عند وضع طبيب مدير لمستشفى ولايحب العمل الإداري فلن ينجح مثل نجاح المتخصص في الإدارة , والأمثلة في هذا المجال كثيرة لاتحصى. وفاقد الشيء يعطيه إذا كان يحس ويستشعر الشيء الذي فقده فتكون عنده رغبة في العطاء الذي كان يتمناه

فمن كان يفقد التقدير والثناء فإنه سيمنحه للآخرين لأنه يستشعر مدى الحاجة لذلك ..أكثر القلوب حناناً ، هي قلوب شديدة الحاجه للحنان ..امثله في حياتنا سيدة عاقرة تتبنى أبناء وتحسن تربيتهم ومعاملتهم ..وأكثر القلوب نبضاً بالحبّ ، هي تلك القلوب التى تفتقد الحب ،وبها اخلاص ومحبه غير عادية،فمن فقد العدالة سوف يبحث عنها عند صديق..أو فى وطن غير وطنه ومن فقد الحرية سوف يبحث عنها لانه بكرة القيود المفروضة عليه..

ومن فقد الحنان والعطف سوف يبحث عمن يعطيه الحنان والعطف..اما اذا كنت شخصا مريضا وغير سوي نفسيا وسلوكيا سوف تستلذ وتسمتع بحرمان الاخرين مما حرمت منه لإسقاط معاناته و تجاربه المريرة..وفاقد الصحة “المريض”ستجده يتمني العافية للجميع ودائما نراه يقول الحمد لله.. فاقد المال حينما يرزقه الله العاطى بالمال سيعطي بسخاء ويكرم الفقراء لانه ذاق طعم الاحتياج والحرمان.و فاقد التعليم “الجاهل”حينما يصبح ابا او اما سوف يعلم ابناءه ويجعلهم افضل منه لانه ذاق طعم المعاناه ..
لكن على النقيض !!!!!!

حينما يجتمع مختصون بجهلة، أو غير مختصين، لن يصلوا إلى صيغة نهائية في العقل والاستنتاج والتطبيق ، للتفاوت و الفقدان هنا تتحقق مقوله فاقد الشيء لا يعطيه فعلاً.
.أيضاكل عمل بلا تقارب عقلي وعلمي مصيره إلى الفشل والضياع، وعدم الاتفاق، بسبب فقدان أدوات المعرفة الأولى، والتي من شأنها تحسين مجريات الحوار، والخروج بنتيجة مرضية ونافعة للجميع وقابله للتطبيق .

مثال لو هناك موظف مجتهد، ونشيط، ومتميز، ومتحمس ولكنه يعمل ضمن منظومة إدارية بيروقراطية لا تعمل على تشجيع الموظف المتميز وايضا فالمعلم التقليدي في المنظومة التعليمية في مصر الذي أمضى وقتا طويلاً في التدريس ولم تُقدم له دورات تدريبية على المستجدات، سواء في مجال تخصصه، أو المجال التربوي، أو التقني، ولم يحاول أن يطور مهاراته، وقدراته التربوية بنفسه، ويُطلب منه الوزير تدريس منهج جديد بكفاءة وفعالية وتميز ولم يحصل المعلم على تدريب مكثف على تنفيذ هذا المنهج، وتحقيق أهدافه؛ فالمعلم هنا فاقد لهذه الجوانب لظروف خارجة عن إرادته كما يقال
“you can\’t get blood out of ston.

وللحديث بقية…

ا.د. وجيه جرجس عضو اتحاد كتاب مصر وأستاذ الإعلام بجامعة بنها

المقال السابق

الأنبا بيشوى .. ذكريات مطوية

المقال التالي

صالون الصفوة يكرم ” المشاهير”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *