– فكرة مهرجان الجونة السينمائي فكرة مكتملة الإبداع .. فالموقع يجمع بين عبقرية الطبيعة المصرية علي البحر الأحمر ، والزخم السياحي ، وروعة التصميم المعماري ، وسحر الرقي الذي يرين علي المكان كله ..
والمهرجان منذ بدأ صار طبعة مصرية حضارية في عالم الفن والثقافة ، طالما أحتفظ بالارتباط بالسينما فنا شاملا يجتمع فيه الأدب والسيناريو والإخراج والتصوير ، ونجوم التمثيل الموهوبين من الجيل الطالع وجيل العباقرة.
– طرح المهرجان أول ما صدر علي أرض مصر ظل “العالمية” في التقليد الرصين لعرض الفن الإبداعي ، وتكريم كبار الموهوبين من العاملين في الحقل السينمائي ؛ وكان حريا أن يمضي قدما مع السنوات المتتالية ليضيف رصيدا لا يبلي وتراثا لا يندثر .
– لكن المهرجان بدلا من أن يواصل تقدمه نحو تمجيد الإبداع والتفوق السينمائي ، راح ينحدر رويدا رويدا إلي المجاملات الشكلية للنماذج المتوسطة والضعيفة ، ما يسقط به من احتفالية سنوية للفن السينمائي الرفيع والثقافة الهادفة ، الي احتفالية اجتماعية يلتقي فيها أهل الفن لتبادل المجاملات الفجة والاستعراضات الهابطة.
– وإذ يفقد تميزه الثقافي والحضاري راح يعرض نفسه للهجوم الضاري من قبل القوي الأصولية المتربصة ، التي لا تزال تسيطر علي كل مفاصل المجتمع المصري ، بدءا من علية القوم وأرباب الشهادات والمناصب ، الي فقراء الأصوليين في الأحياء الدنيا والقري والعزب والنجوع والدساكر ..
– فمن حيث هي غارقة في قيم البداوة والتصحر والجاهلية لم تجد القوي الأصولية منفذا لها للهجوم الضاري علي المهرجان سوي عقيدتها الجاهلية في دونية المرأة وعبوديتها ووأدها ، فانفجرت ملايين الهجوميات اللفظية والنقدية ، تشجب التنوع الفني الذي ظهر بريئا في الأزياء والإبهار والجمال و” التقاليع” ، التي اشتهر بها أهل الفن ، والتي صارت هي “التيمة” الرئيسية للمهرجانات السينمائية كلها من “هوليوود” الي “كان” الي “فينيسيا” الي غيرها..
– لكن هذا الانفجار الهجومي الأصولي الذي تخفي في مهاجمة الأزياء وأجساد النساء – باعتبارها في عقيدته قمة الفجور والفسوق – أخفي في سياق زعمه الدفاع عن الأخلاق هجومه العنصري علي النجاح الذي أحرزه منظمو المهرجان في الاقتصاد الوطني ، وفي النهضة العمرانية علي أرض مصر ..
ذلك أن هذه الأصولية الجاهلية ذاتها لا تري في كل صور الفساد الأخري ما يمس الأخلاق ، بدءا من الرشوة والمحسوبية والسرقة والغش والتحرش والتنمر ، الي الكذب والالتواء وكسر القواعد وإفساد النظام وانتهاك الحقوق الإنسانية وهدمها والسطو عليها ، وانتهاء بالاختلاس والقتل والاغتصاب والجريمة .. بينما تحصر الأخلاق فقط في تغطية أجساد النساء !!!
– من هنا رأي جمع غفير من الذين وقفوا أنفسهم للدفاع عن قيم المدنية والحضارة ، النابعة من الأدب والفن والثقافة الرفيعة ، والمنبثقة من المستهدفات الخالدة التي تؤصلها المبادئ الدينية في مراميها الانسانية السامية ، دون تحزب أو تعصب أو عنصرية ، لأجل سعادة الإنسان ورفاهيته … أقول رأي هذا الجمع الغفير المدافع عن التنوير والحرية والإخاء والمساواة ، والرقي الإنساني والتقدم ، أن أي نقد للمهرجان قد يفسح المجال كله لقوي الهدم والظلام والجاهلية والتخلف أن تنال منه أكثر وأكثر ، فحرصوا علي تجنب النقد أيا كان ، بينما النقد الموضوعي لا يتعارض أبدا مع الثوابت الإنسانية والحضارية التي يسعي أن يحييها المهرجان ، بل يقدم طريقا هاديا الي تجنب العثرات والانحرافات ، وتأكيد المرامي الإنسانية السامية ..
– لأجل ذلك نري ضرورة توجيه النقد الذي يبني مستقبلا أكثر التزاما بالإبداع والإنسانية الراقية ..
ويتعين – لأجل ذلك – علي الذين توفروا علي أحياء المهرجان – كطليعة حضارية مصرية تضيئ في الظلمة الحالكة – أن يلتصقوا اكثر بالأهداف التقدمية للفن السينمائي الراقي ، والمواهب الإبداعية الأصيلة ، دون الانحدار الي مجرد الاستعراضات الغريبة ، وممارسة الاجتماعيات الفجة ، وتقديم التقدير للنماذج الهابطة المشينة ، التي مهما سيطرت علي الشباك والأغلبية الجاهلية لا تستطيع أن تحفر لها مكانا في تاريخ الإنسانية السامية ، التي تقود العالم الي المثل العليا للفن والحضارة .د.
– فكرة مهرجان الجونة السينمائي فكرة مكتملة الإبداع .. فالموقع يجمع بين عبقرية الطبيعة المصرية علي البحر الأحمر ، والزخم السياحي ، وروعة التصميم المعماري ، وسحر الرقي الذي يرين علي المكان كله ..
والمهرجان منذ بدأ صار طبعة مصرية حضارية في عالم الفن والثقافة ، طالما أحتفظ بالارتباط بالسينما فنا شاملا يجتمع فيه الأدب والسيناريو والإخراج والتصوير ، ونجوم التمثيل الموهوبين من الجيل الطالع وجيل العباقرة.
– طرح المهرجان أول ما صدر علي أرض مصر ظل “العالمية” في التقليد الرصين لعرض الفن الإبداعي ، وتكريم كبار الموهوبين من العاملين في الحقل السينمائي ؛ وكان حريا أن يمضي قدما مع السنوات المتتالية ليضيف رصيدا لا يبلي وتراثا لا يندثر .
– لكن المهرجان بدلا من أن يواصل تقدمه نحو تمجيد الإبداع والتفوق السينمائي ، راح ينحدر رويدا رويدا إلي المجاملات الشكلية للنماذج المتوسطة والضعيفة ، ما يسقط به من احتفالية سنوية للفن السينمائي الرفيع والثقافة الهادفة ، الي احتفالية اجتماعية يلتقي فيها أهل الفن لتبادل المجاملات الفجة والاستعراضات الهابطة.
– وإذ يفقد تميزه الثقافي والحضاري راح يعرض نفسه للهجوم الضاري من قبل القوي الأصولية المتربصة ، التي لا تزال تسيطر علي كل مفاصل المجتمع المصري ، بدءا من علية القوم وأرباب الشهادات والمناصب ، الي فقراء الأصوليين في الأحياء الدنيا والقري والعزب والنجوع والدساكر ..
– فمن حيث هي غارقة في قيم البداوة والتصحر والجاهلية لم تجد القوي الأصولية منفذا لها للهجوم الضاري علي المهرجان سوي عقيدتها الجاهلية في دونية المرأة وعبوديتها ووأدها ، فانفجرت ملايين الهجوميات اللفظية والنقدية ، تشجب التنوع الفني الذي ظهر بريئا في الأزياء والإبهار والجمال و” التقاليع” ، التي اشتهر بها أهل الفن ، والتي صارت هي “التيمة” الرئيسية للمهرجانات السينمائية كلها من “هوليوود” الي “كان” الي “فينيسيا” الي غيرها..
– لكن هذا الانفجار الهجومي الأصولي الذي تخفي في مهاجمة الأزياء وأجساد النساء – باعتبارها في عقيدته قمة الفجور والفسوق – أخفي في سياق زعمه الدفاع عن الأخلاق هجومه العنصري علي النجاح الذي أحرزه منظمو المهرجان في الاقتصاد الوطني ، وفي النهضة العمرانية علي أرض مصر ..
ذلك أن هذه الأصولية الجاهلية ذاتها لا تري في كل صور الفساد الأخري ما يمس الأخلاق ، بدءا من الرشوة والمحسوبية والسرقة والغش والتحرش والتنمر ، الي الكذب والالتواء وكسر القواعد وإفساد النظام وانتهاك الحقوق الإنسانية وهدمها والسطو عليها ، وانتهاء بالاختلاس والقتل والاغتصاب والجريمة .. بينما تحصر الأخلاق فقط في تغطية أجساد النساء !!!
– من هنا رأي جمع غفير من الذين وقفوا أنفسهم للدفاع عن قيم المدنية والحضارة ، النابعة من الأدب والفن والثقافة الرفيعة ، والمنبثقة من المستهدفات الخالدة التي تؤصلها المبادئ الدينية في مراميها الانسانية السامية ، دون تحزب أو تعصب أو عنصرية ، لأجل سعادة الإنسان ورفاهيته … أقول رأي هذا الجمع الغفير المدافع عن التنوير والحرية والإخاء والمساواة ، والرقي الإنساني والتقدم ، أن أي نقد للمهرجان قد يفسح المجال كله لقوي الهدم والظلام والجاهلية والتخلف أن تنال منه أكثر وأكثر ، فحرصوا علي تجنب النقد أيا كان ، بينما النقد الموضوعي لا يتعارض أبدا مع الثوابت الإنسانية والحضارية التي يسعي أن يحييها المهرجان ، بل يقدم طريقا هاديا الي تجنب العثرات والانحرافات ، وتأكيد المرامي الإنسانية السامية ..
– لأجل ذلك نري ضرورة توجيه النقد الذي يبني مستقبلا أكثر التزاما بالإبداع والإنسانية الراقية ..
ويتعين – لأجل ذلك – علي الذين توفروا علي أحياء المهرجان – كطليعة حضارية مصرية تضيئ في الظلمة الحالكة – أن يلتصقوا اكثر بالأهداف التقدمية للفن السينمائي الراقي ، والمواهب الإبداعية الأصيلة ، دون الانحدار الي مجرد الاستعراضات الغريبة ، وممارسة الاجتماعيات الفجة ، وتقديم التقدير للنماذج الهابطة المشينة ، التي مهما سيطرت علي الشباك والأغلبية الجاهلية لا تستطيع أن تحفر لها مكانا في تاريخ الإنسانية السامية ، التي تقود العالم الي المثل العليا للفن والحضارة .
د . مهندس / مــاهــر عــزيـز
الكــاتب والمفكــر – استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ