• 25 أبريل، 2024

رئيس التحرير

ناجي وليم

الجونة … الجونة بقلم / د . مهندس . مــاهــر عــزيـز

– فكرة مهرجان الجونة السينمائي فكرة مكتملة الإبداع .. فالموقع يجمع بين عبقرية الطبيعة المصرية علي البحر الأحمر ، والزخم السياحي ، وروعة التصميم المعماري ، وسحر الرقي الذي يرين علي المكان كله ..
والمهرجان منذ بدأ صار طبعة مصرية حضارية في عالم الفن والثقافة ، طالما أحتفظ بالارتباط بالسينما فنا شاملا يجتمع فيه الأدب والسيناريو والإخراج والتصوير ، ونجوم التمثيل الموهوبين من الجيل الطالع وجيل العباقرة.

– طرح المهرجان أول ما صدر علي أرض مصر ظل “العالمية” في التقليد الرصين لعرض الفن الإبداعي ، وتكريم كبار الموهوبين من العاملين في الحقل السينمائي ؛ وكان حريا أن يمضي قدما مع السنوات المتتالية ليضيف رصيدا لا يبلي وتراثا لا يندثر .
– لكن المهرجان بدلا من أن يواصل تقدمه نحو تمجيد الإبداع والتفوق السينمائي ، راح ينحدر رويدا رويدا إلي المجاملات الشكلية للنماذج المتوسطة والضعيفة ، ما يسقط به من احتفالية سنوية للفن السينمائي الرفيع والثقافة الهادفة ، الي احتفالية اجتماعية يلتقي فيها أهل الفن لتبادل المجاملات الفجة والاستعراضات الهابطة.

– وإذ يفقد تميزه الثقافي والحضاري راح يعرض نفسه للهجوم الضاري من قبل القوي الأصولية المتربصة ، التي لا تزال تسيطر علي كل مفاصل المجتمع المصري ، بدءا من علية القوم وأرباب الشهادات والمناصب ، الي فقراء الأصوليين في الأحياء الدنيا والقري والعزب والنجوع والدساكر ..
– فمن حيث هي غارقة في قيم البداوة والتصحر والجاهلية لم تجد القوي الأصولية منفذا لها للهجوم الضاري علي المهرجان سوي عقيدتها الجاهلية في دونية المرأة وعبوديتها ووأدها ، فانفجرت ملايين الهجوميات اللفظية والنقدية ، تشجب التنوع الفني الذي ظهر بريئا في الأزياء والإبهار والجمال و” التقاليع” ، التي اشتهر بها أهل الفن ، والتي صارت هي “التيمة” الرئيسية للمهرجانات السينمائية كلها من “هوليوود” الي “كان” الي “فينيسيا” الي غيرها..

– لكن هذا الانفجار الهجومي الأصولي الذي تخفي في مهاجمة الأزياء وأجساد النساء – باعتبارها في عقيدته قمة الفجور والفسوق – أخفي في سياق زعمه الدفاع عن الأخلاق هجومه العنصري علي النجاح الذي أحرزه منظمو المهرجان في الاقتصاد الوطني ، وفي النهضة العمرانية علي أرض مصر ..
ذلك أن هذه الأصولية الجاهلية ذاتها لا تري في كل صور الفساد الأخري ما يمس الأخلاق ، بدءا من الرشوة والمحسوبية والسرقة والغش والتحرش والتنمر ، الي الكذب والالتواء وكسر القواعد وإفساد النظام وانتهاك الحقوق الإنسانية وهدمها والسطو عليها ، وانتهاء بالاختلاس والقتل والاغتصاب والجريمة .. بينما تحصر الأخلاق فقط في تغطية أجساد النساء !!!

– من هنا رأي جمع غفير من الذين وقفوا أنفسهم للدفاع عن قيم المدنية والحضارة ، النابعة من الأدب والفن والثقافة الرفيعة ، والمنبثقة من المستهدفات الخالدة التي تؤصلها المبادئ الدينية في مراميها الانسانية السامية ، دون تحزب أو تعصب أو عنصرية ، لأجل سعادة الإنسان ورفاهيته … أقول رأي هذا الجمع الغفير المدافع عن التنوير والحرية والإخاء والمساواة ، والرقي الإنساني والتقدم ، أن أي نقد للمهرجان قد يفسح المجال كله لقوي الهدم والظلام والجاهلية والتخلف أن تنال منه أكثر وأكثر ، فحرصوا علي تجنب النقد أيا كان ، بينما النقد الموضوعي لا يتعارض أبدا مع الثوابت الإنسانية والحضارية التي يسعي أن يحييها المهرجان ، بل يقدم طريقا هاديا الي تجنب العثرات والانحرافات ، وتأكيد المرامي الإنسانية السامية ..

– لأجل ذلك نري ضرورة توجيه النقد الذي يبني مستقبلا أكثر التزاما بالإبداع والإنسانية الراقية ..
ويتعين – لأجل ذلك – علي الذين توفروا علي أحياء المهرجان – كطليعة حضارية مصرية تضيئ في الظلمة الحالكة – أن يلتصقوا اكثر بالأهداف التقدمية للفن السينمائي الراقي ، والمواهب الإبداعية الأصيلة ، دون الانحدار الي مجرد الاستعراضات الغريبة ، وممارسة الاجتماعيات الفجة ، وتقديم التقدير للنماذج الهابطة المشينة ، التي مهما سيطرت علي الشباك والأغلبية الجاهلية لا تستطيع أن تحفر لها مكانا في تاريخ الإنسانية السامية ، التي تقود العالم الي المثل العليا للفن والحضارة .د.

– فكرة مهرجان الجونة السينمائي فكرة مكتملة الإبداع .. فالموقع يجمع بين عبقرية الطبيعة المصرية علي البحر الأحمر ، والزخم السياحي ، وروعة التصميم المعماري ، وسحر الرقي الذي يرين علي المكان كله ..
والمهرجان منذ بدأ صار طبعة مصرية حضارية في عالم الفن والثقافة ، طالما أحتفظ بالارتباط بالسينما فنا شاملا يجتمع فيه الأدب والسيناريو والإخراج والتصوير ، ونجوم التمثيل الموهوبين من الجيل الطالع وجيل العباقرة.
– طرح المهرجان أول ما صدر علي أرض مصر ظل “العالمية” في التقليد الرصين لعرض الفن الإبداعي ، وتكريم كبار الموهوبين من العاملين في الحقل السينمائي ؛ وكان حريا أن يمضي قدما مع السنوات المتتالية ليضيف رصيدا لا يبلي وتراثا لا يندثر .
– لكن المهرجان بدلا من أن يواصل تقدمه نحو تمجيد الإبداع والتفوق السينمائي ، راح ينحدر رويدا رويدا إلي المجاملات الشكلية للنماذج المتوسطة والضعيفة ، ما يسقط به من احتفالية سنوية للفن السينمائي الرفيع والثقافة الهادفة ، الي احتفالية اجتماعية يلتقي فيها أهل الفن لتبادل المجاملات الفجة والاستعراضات الهابطة.

– وإذ يفقد تميزه الثقافي والحضاري راح يعرض نفسه للهجوم الضاري من قبل القوي الأصولية المتربصة ، التي لا تزال تسيطر علي كل مفاصل المجتمع المصري ، بدءا من علية القوم وأرباب الشهادات والمناصب ، الي فقراء الأصوليين في الأحياء الدنيا والقري والعزب والنجوع والدساكر ..
– فمن حيث هي غارقة في قيم البداوة والتصحر والجاهلية لم تجد القوي الأصولية منفذا لها للهجوم الضاري علي المهرجان سوي عقيدتها الجاهلية في دونية المرأة وعبوديتها ووأدها ، فانفجرت ملايين الهجوميات اللفظية والنقدية ، تشجب التنوع الفني الذي ظهر بريئا في الأزياء والإبهار والجمال و” التقاليع” ، التي اشتهر بها أهل الفن ، والتي صارت هي “التيمة” الرئيسية للمهرجانات السينمائية كلها من “هوليوود” الي “كان” الي “فينيسيا” الي غيرها..

– لكن هذا الانفجار الهجومي الأصولي الذي تخفي في مهاجمة الأزياء وأجساد النساء – باعتبارها في عقيدته قمة الفجور والفسوق – أخفي في سياق زعمه الدفاع عن الأخلاق هجومه العنصري علي النجاح الذي أحرزه منظمو المهرجان في الاقتصاد الوطني ، وفي النهضة العمرانية علي أرض مصر ..
ذلك أن هذه الأصولية الجاهلية ذاتها لا تري في كل صور الفساد الأخري ما يمس الأخلاق ، بدءا من الرشوة والمحسوبية والسرقة والغش والتحرش والتنمر ، الي الكذب والالتواء وكسر القواعد وإفساد النظام وانتهاك الحقوق الإنسانية وهدمها والسطو عليها ، وانتهاء بالاختلاس والقتل والاغتصاب والجريمة .. بينما تحصر الأخلاق فقط في تغطية أجساد النساء !!!

– من هنا رأي جمع غفير من الذين وقفوا أنفسهم للدفاع عن قيم المدنية والحضارة ، النابعة من الأدب والفن والثقافة الرفيعة ، والمنبثقة من المستهدفات الخالدة التي تؤصلها المبادئ الدينية في مراميها الانسانية السامية ، دون تحزب أو تعصب أو عنصرية ، لأجل سعادة الإنسان ورفاهيته … أقول رأي هذا الجمع الغفير المدافع عن التنوير والحرية والإخاء والمساواة ، والرقي الإنساني والتقدم ، أن أي نقد للمهرجان قد يفسح المجال كله لقوي الهدم والظلام والجاهلية والتخلف أن تنال منه أكثر وأكثر ، فحرصوا علي تجنب النقد أيا كان ، بينما النقد الموضوعي لا يتعارض أبدا مع الثوابت الإنسانية والحضارية التي يسعي أن يحييها المهرجان ، بل يقدم طريقا هاديا الي تجنب العثرات والانحرافات ، وتأكيد المرامي الإنسانية السامية ..

– لأجل ذلك نري ضرورة توجيه النقد الذي يبني مستقبلا أكثر التزاما بالإبداع والإنسانية الراقية ..
ويتعين – لأجل ذلك – علي الذين توفروا علي أحياء المهرجان – كطليعة حضارية مصرية تضيئ في الظلمة الحالكة – أن يلتصقوا اكثر بالأهداف التقدمية للفن السينمائي الراقي ، والمواهب الإبداعية الأصيلة ، دون الانحدار الي مجرد الاستعراضات الغريبة ، وممارسة الاجتماعيات الفجة ، وتقديم التقدير للنماذج الهابطة المشينة ، التي مهما سيطرت علي الشباك والأغلبية الجاهلية لا تستطيع أن تحفر لها مكانا في تاريخ الإنسانية السامية ، التي تقود العالم الي المثل العليا للفن والحضارة .

 د . مهندس / مــاهــر عــزيـز

الكــاتب والمفكــر  –  استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ

 

المقال السابق

تعليق ساويرس علي قطع الكهرباء عن محمد رمضان

المقال التالي

مصر تصدر قرارا بمنع بعض الفئات من السفر للخارج في ذروة الموجة الرابعة من كورونا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *