قال رامي زهدي متخصص في الشئون الأفريقية أن دولة جيبوتي بالمقارنة بحجمها وهي ثالث أصغر دولة إفريقية من حيث المساحة. والأصغر من حيث عدد السكان إلا أنها مؤثرة بشكل كبير بموقعها الجغرافي. حيث أنها تتحكم في مضيق باب المندب وخليج عدن أو “المدخل الجنوبي لهما”، كما أنها تتجاور مع عدد من الدول الهامة. مثل “إثيوبيا والصومال” وبالتالي هي مؤثره جدا في أمن منطقة البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي.
وأكد أثناء مداخلة له علي الهواء علي قناة “اكسترا نيوز” أن مصر بحكم أهميتها في افريقيا ووضعها في القارة الأفريقية تهتم بشكل شديد بأمن هذه المنطقة. فهي تؤثر في العمق المصري الاستراتيجي كما أن ملفات الأمن ومحاربة الإرهاب هي هامة جدا بالنسبه للدوله المصريه. وهذه المنطقة من العالم تؤثر كثيرا في هذا الملف.
وبين رامي أنه منذ عقود طويلة كانت العلاقة بين مصر وجيبوتي علاقة قوية. وكان هناك دائما تنسيق متشاور بين الدولتين في عدد من القضايا الهامة في المنطقة العربية والافريقية، فهما يتزاملان في منظمة التعاون الإسلامي. وجود جيبوتي في منطقة مجاورة لمنطقة بؤر الصراعات كما يحدث في إثيوبيا واحيانا في الصومال. وتوتر في العلاقات ما بين جيبوتي و عدد من الجيران جعل ذلك مؤثر في التنسيق المصري الجيبوتي في مواجهة هذه الملفات. لأن القاره الافريقيه الان كلها مترابطه في كيان واحد. وأن أي اضطراب أو عدم استقرار في منطقة القارة الأفريقية تنعكس على دول أخرى. وأن كانت تبدو بعيدة جغرافيا، وبالتالي مصر لا تنفصل عن القرن الافريقي ،كما أن وجود جيبوتي علي بعد مقابل ل ٢٠ كيلومتر تقريبا. من الجانب المواجه لليمن وشبه الجزيرة العربية. وان جيبوتي مؤثرة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي جعل ضرورة التشاور بين مصر وجيبوتي علي من مدار السنوات الفائتة أمرا ضروريا جدا.
مجالات التعاون المشترك
ذكر رامي أن في ٢٨ مايو من العام الماضي كانت هناك زيارة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكانت أول زيارة لرئيس مصري منذ عهد المصريين القدماء، وقد كانت محور هذه الزيارة في ذلك التوقيت بسبب توترات المنطقة. والتعاون الاستراتيجي والتجاري وتنمية ذلك ما بين مصر وجيبوتي خاصة في ملفات هامة تتشارك فيها اهتمام الدولتين لمحاربة الإرهاب. وكذلك جهود التنمية، ولاسيما أيضا أن التنسيق الأمني في منطقة القرن الإفريقي ما بين مصر وجيبوتي والتعاون الاستخباراتي العسكري أمر شديد الأهمية. لضمان أمن هذه المنطقة من أفريقيا.
وبالتأكيد الجانب الاقتصادي يطغى دائما على جوانب عديدة فجاءت فرص زيادة التبادل التجاري. ومزيدا من إجراءات جذب الاستثمار المصري قامت بها جيبوتي في مجال المزارع السمكية المتطورة والطاقة البديلة والمتجددة. وتطوير منظومات الصحة والتعليم وأضاف أن مصر تستطيع أن تساهم فيها في تنمية الجانب الاقتصادي والحياة في جيبوتي خاصة. وأن مصر على مدار سنوات طويلة عملت على ملف بناء ورفع قدرات القطاعات المدنية والعسكرية في دولة جيبوتي. وايضا يطلب إقامة منطقة صناعية مصرية في جيبوتي كمدخل في منطقة القرن الأفريقي.
تواصل دائم مع مصر
وضح رامي زهدي أن منذ تولي الرئيس عمر جيله الرئاسة في ٨ مايو١٩٩٩. وهو في تواصل دائم مع مصر وفي زيارات مستمرة. ولكن زاد ذلك بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد التركيز الشديد من الدولة المصرية على ملفات التعاون مع معظم دول القارة. وبالتالي مصر تدرس بشكل دقيق ومحوري ما تستطيع أن تفيد به دولة جيبوتي. وكما هو معروف أن موارد جيبوتي ضعيفة حيث يعاني أكثر من خمس السكان الدولة بوجودهم تحت خط الفقر العالمي. وبالتالي هم يحتاجون مزيدا من الدعم وهذا الدعم يقدم على قطاعات مباشرة في الصحة والتعليم ورفع القدرات وقطاعات اقتصادية هامة. ووجود دولة جيبوتي في هذه المنطقة يسمح لها أن تمارس الدورة الاقتصادية المؤثرة في حجم التجارة البينية في منطقة القرن الافريقي. كما إن مصر باستطاعتها أن تقدم الكثير لدولة جيبوتي.
كما أشار أن مصر تنتظر من جيبوتي أن تفتح لها الأبواب لأن مصر دولة تنميه إذا استطاعت مصر أن تتداخل في الاقتصاد الجيبوتي. فإنها تقدم فائدة كبيرة لدولة جيبوتي والدعم لشعب الجيبوتي وتستطيع مصر أن تحقق مصالح اقتصاديه هامه. وذلك لأن مصر لها كلمة مسموعة فهي تتواصل مع القوى الخارجية. وتستطيع حماية استثماراتها وحماية أعمالها في العالم وهذا كل ما تحتاجه جيبوتي في هذا التوقيت.