nagi william محمد سلماوي يكتب:
إيرينى إستمالك
هل سمعت عن المهندسة المصرية إيرينى إستمالك؟ إنها تشرف الآن على مشروع هندسى ضخم هو إنشاء أكبر محطة صرف صحى فى العالم تجرى إقامتها فى الجبل الأصفر وستقوم بتنقية المياه وتحويل المخلفات إلى مورد للطاقة.
بالتأكيد أنك لم تسمع بها، ولم تسمع بالمشروع رغم أنه أحد المشروعات العملاقة التى تتم الآن فى مصر، لكنها لسبب غير معروف وغير مبرر تجرى فى شبه سرية، وكأننا لا نريد للمواطنين أن يعرفوا أن مصر تقوم حاليا بإرساء قواعد راسخة لدولة المستقبل القوية المتقدمة.
أما المهندسة إيرينى فأعترف بأننى لم أكن قد سمعت بها، وأن الصديق السفير رؤوف سعد هو الذى وجه نظرى لها، وقد يقال إنه ليس من المفترض أن تعرف الناس أسماء العاملين فى مشروعاتنا القومية الكبرى، لكن الحقيقة أن المهندسة المصرية إيرينى إستمالك التى أنشأت محطات تحلية مياه فى تركيا وفيتنام وسراييفو والبوسنة والعراق والصين، وراءها قصة يجب أن تروى حتى نعرفها كما نعرف قائمة العلماء المصريين الذين قدرهم العالم قبل أن ندرك نحن قيمتهم، مثل مجدى يعقوب وفاروق الباز وأحمد زويل وهانى عازر وغيرهم، فقد سافرت إيرينى إلى ألمانيا بعد حصولها على بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس، لكن الألمان لم يعترفوا بشهادتها المصرية فلم تستطع العمل هناك أثناء دراستها، ثم حدث أن أراد الألمان تحويل محطة كانت تستخدم لغسيل الدبابات فى الحرب العالمية الأخيرة، إلى محطة تحلية مياه، وقد أشار المهندسون الألمان إلى ضرورة إزالة المحطة بالكامل من أجل إقامة محطة تحلية المياه لاختلاف الغرض بين كل منهما، لكن المهندسة إيرينى تقدمت بمشروع تقوم بمقتضاه بتحويل المحطة إلى محطة تحلية مياه ببعض التعديلات الهندسية ودون إزالتها، مما سيخفض التكاليف بشكل كبير، وخلال ٦ أشهر تمكنت المهندسة المصرية التى لم يعترفوا فى البداية بشهادتها، من اتمام المشروع وفق المواصفات المطلوبة، فصارت أسطورة تضاف للأساطير المصرية التى صنعها أحفاد إيمحتب العظيم أول مهندس فى التاريخ،
فأين إعلامنا من قصص النجاح هذه، وأين صحافتنا من مشروعاتنا العملاقة التى يكاد لا يعلم بها أحد؟.
