شكر «خالد البلشى» منافسه «خالد ميرى» على الجولة الانتخابية الشريفة، وهنأ «ميرى» بدوره البلشى: «خالص التهانى بمقعد نقيب الصحفيين».
والشكر موصول، والتهنئة مستحقة للجمعية العمومية، وللبلشى، والتقدير لميرى، والأخير خاض معركة صعبة بروح طيبة رسمتها تهنئته المعتبرة لزميله، فى احترام بالغ لإرادة الصحفيين.
هكذا جرت العادة فى جماعة الصحفيين، جماعة ذات إرادة حرة يخضع لقوانينها كل من نفر للترشيح، واجتهد وفاز بالثقة الغالية، أو لم يحالفه التوفيق.
أقول قولى هذا فى مواجهة توقعات متشائمة سرت قبل وبعد فوز الأستاذ «البلشى» بمنصب النقيب، ومعه ستة من الصحفيين المقدرين، فى تعبير حر وديمقراطى عن إرادة الصحفيين الحاكمة التى لا تحيد عن المقاصد العليا لوطن يستحق مثل هذه الانتخابات التى جرت فى أجواء أخوية، أقرب لعيد الصحفيين.
بالمناسبة، الأستاذ «جلال عارف» كان نقيبا مهيبا للصحفيين، وكذا الأستاذ يحيى قلاش كان نقيبا مقدرا للصحفيين، والأستاذ خالد البلشى سيكون نقيبا لكل الصحفيين، وهذا تعهد منه أقرب إلى القسم، قسم الصحفيين لو تعلمون عظيم.. نستبطنه ولا نحيد عنه.
منصب نقيب الصحفيين ليس تشريفا ولكن تكليف مشروط بتحقيق مطالب الجمعية العمومية، والجمعية رقيب عتيد، ليس تعبيرا عن شخص أو تيار أو حزب، معلوم من يدخل نقابة الصحفيين يخلع رداءه الحزبى على بابها العالى.
وقيل مثل هذا وأكثر منه تشاؤمًا مع انتخاب الأستاذ عارف، وأكثر منه مع انتخاب الأستاذ قلاش، وثبت أنها توقعات تجاوز حقيقة دور النقيب فى نقابة رأى، وتُحمّل مجلس النقابة الجديد وزرًا سياسيًّا، وربما لتعجيزه عن إدراك مهامه النقابية، يسمونه المصادرة على المطلوب.
المجلس الجديد ليس فى نزهة خلوية، يقينا فى اختبار صعيب، يتطلب رجالا مخلصين لمطالب الصحفيين، أعمال مهنية خدمية شاقة، العمل ليل نهار لتحقيق مطالب الصحفيين العادلة بقنوات مفتوحة على الدوام مع ممثلى الدولة، وحوارات مثمرة مع جميع الأطراف الفاعلة فى المشهد الصحفى.
نقابة الصحفيين واحدة من عمد الدولة الوطنية، وتعمل فى إطار ثوابتها التاريخية، وجمعيتها العمومية تتمثل ثوابتها جيدا، وتثق فى اختياراتها، ومنتهى آمال النقيب ومجلسه حيازة رضاء الصحفيين.
النتائج وإن لم ترض البعض، شهادة بشفافية الانتخابات، وتمتين لمسار الحوار الوطنى، فليصمت المتحاذقون، الحكى البغيض عن اختطاف النقابة، وتشهيلها سياسيا لصالح تيار بعينه «اشتراكى بنكهة إخوانية» لغو عادة ما يصاحب المفاجآت الانتخابية، قبل استيعاب «رسالة الصحفيين» التى عبروا عنها فى صناديق الانتخابات، ومفادها: نقابة حرة بإرادة حرة فى وطن يستحق الحرية.
المزايدة على إرادة الصحفيين، والتحسب للمآلات، ستمحقه الممارسات الواقعية، وستثبت الأيام صدقية إرادة الصحفيين فى اختيار من يمثلهم، مجلس البلشى والذين معه، تعبير عن رغبة فى التغيير، والتغيير سنة الحياة، والتغيير حراك طبيعى، وهذا ما يستوجب استيعابه، وتشهيله لصالح الدولة ليس خصما من أرصدتها، انتخابات الصحفيين بهذه الشفافية والنزاهة برهان على قوة وحيوية الدولة.
إرادة الصحفيين فى الصندوق لا تترجم تمردا، ولا خروجا على الخط المرسوم، ونقيب الصحفيين ومجلسه ليسوا أسماء (مع كل الاحترام)، ولكنهم ممثلون منتخبون من قبل جمعية عمومية حاكمة، وستنظر الجمعية وتراقب أعمالهم، وترشدهم جادة الصواب الوطنى إذا انحرفوا عن الخط المستقيم.
حمدى رزق