ثقافة تقبل الاخر … الطريق الي تغيير المجتمع
لا يخفي علينا أهمية موضوع اليوم في حياتنا اليومية ، والدور الذي يلعبه في تشكيل واقع مجتمعنا فايمانا مني بهذا الموضوع وأهميته الكبيرة أن الاختلافات هي التي تجعل العالم مكانا مثيرٱ وممتعا ولكن لابد أن يكون الجميع متقبل التنوع ونتعلم ثقافة قبول الآخر .
ونشر ثقافة تقبل الاخر لنجعل من المجتمع مكان افضل للحياة واحترام الاختلافات والتشابهات بين أعضاء المجتمع واحترام أن لكل واحد منا له رأي خاص وتحترم وجهة نظره .
وللنهوض بمجتمع يتقبل الاخر وجب غرسه وزرعه بداية من الأطفال لنحصد ثمار هذا الزرع اشخاص تقبل الاخر . ولكن علينا نحن أيضا أن نكون قدوة وان نعلمهم بأن هناك من يختلف معنا في اللون والعرق والدين وأنه ليس عدوا واحترام سلوكهم وصفاتهم وعدم الإساءة لمعتقداتهم
ويأتي دور المجتمع في دمج الاطفال كفريق واحد وأننا دائما نحتاج لبعض لنكمل بعضنا البعض وهنا تعزز ثقافة تقبل الاخر .
قد تتأثر ثقافة تقبل الاخر بسبب قلة الوعي لأن هناك لايدركون أن المهم احترام اختلاف بيننا والوعي بقوانين المساواة وايضا صعوبة التواصل تساهم في مشاكل كثيرة خاصة لو نتعامل مع أفراد لغتهم مختلفة عنا ايضا تواجد متخصصين لنشر وعي ثقافة تقبل الاخر في المجتمع وتوعية المواطنين
ومن خلال تطرقي للحديث عن تقبل الاخر سوف الاقي النظر علي مرض يعاني أصحابه في مجتمعنا بسبب عدم تقبلهم
التطرق الي المهق … حالة نادرة الحدوث ويصاب بها كلا الجنسين وتوجد في جميع بلدان العالم حيث أنهم غير مقبولين من مجتمعنا فأطلق البعض عليهم كلمة اشباحا وحذرت الأمم المتحدة من طريقة التعامل مع هذه الفئة ، وداعية الي تجنب التميز
وتقدر الأمم المتحدة وجود 5000 شخص الي 15 الف شخص في افريقيا مصاب بهذا المرض
مرض المهق هو غياب صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين مما يجعل الشخص المصاب شديد التأثر بالشمس والضوء الساطع ويعانون من ضعف البصر ، ولا يوجد أي علاج لغياب الميلانين
تشدد “موسيار ” علي العمل علي توعية وتقبل هذة الفئة والتعاطف معهم فهناك من ينعتهم بالدمية نظرا الي لونهم الابيض وكأنهم ليسوا بشر فيعانون بسبب عدم تلقي العلاج وتقديم دعم الملائم لهم لتجاوز الوضع الصحي لهم .
ويعانون أصحاب مرض المهق من الوحدة والاكتئاب وذلك لعدم تقبل الآخرين اهم فهناك من يتعامل معاهم دون مراعاة لمشاعرهم ، ويجدون تحديات في العمل والعلاقات الاجتماعية بسبب عدم تفهم الآخرين لحالتهم .
ولكن في ظل ذلك نجد مبادرة من شاب نموذج جميل لتقبل الآخر ، حيث قام محمود طنطاوي مصور فوتوغرافي من محافظة بورسعيد بعمل ” فوتوسيشن” عن البينو أو المهق واظهارهم بشكل جمالي
ومن عبارات الشاب أنه يريد ضرورة تقبل الاخر ولا يوجد اختلاف بين البشر ، حيث أنه قام بإظهار ملامح مرضي المهق جذابة وتعامل معاها كأنها لوحة جمالية وابرز الجانب المبهج فيه ويري بذلك أنه يقدم الدعم النفسي والمعنوي لديهم
ومن صور الدعم التي قدمها هذا الشاب لطفلة صغيرة تدعي مكة والتي قطعت مسافة ١٥ ساعة لجلسة التصوير والاجمل في ذلك حضور الجلسة والتصوير معها شاب يدعي زياد محمد هو أيضا مريض المهق وكان ذلك سبب لدعم الطفلة لأنها كانت المرة الأولي التي تجد من يشبهها وكانت مبسوطة جدا واندمجت مع الشاب . نجد هنا نموذج حي فعلي مؤثر لتقبل الآخر بطريقة عملية .
معا لنحيا في مجتمع يقدر ويحترم ويقبل الآخر