على وقته، تصريح كابتن «محمود الخطيب» رئيس النادى الأهلى، بأن «فريق الهلال السودانى فريق عربى شقيق ومرحبًا به في بلده الثانى مصر». كان ضروريا صدوره عاجلًا، ومن قمة الإدارة في النادى الأهلى، تحديدا من قبل أسطورة الكرة المصرية، ورئيس نادى القرن بإفريقيا، ومحبوب الجماهير السودانية «كابتن محمود الخطيب».
«بيبو» بتصريحه الراقى قطع قول كل لسان يلهج بالفتنة، عامل عليها، ما بين الأشقاء، الأهلى والهلال لا تغيرهما مباراة عابرة.
ليس متخيلا ماتش كرة يكلفنا من علاقاتنا الأخوية، ما بين الأهلى والهلال من أخوية في السياق الرياضى، نقطة ماء عذب في سياق الأخوية المصرية / السودانية.
إدارة الأهلى عندما تقدمت بشكواها إلى الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، فقط لحفظ الحقوق الرياضية المشروعة، لم تكن تكيد أو تستبطن ثأرًا مما حدث للاعبيها في استاد «الجوهرة الزرقاء» من تفلت يحدث مثله أو أكثر منه في ملاعب العالم شرقا وغربا، التعصب مكانه الملعب لا يغادر التراك، مثل زوبعة في فنجان، ويبقى ماء النهر رائقا بين الجماهير الشقيقة، بالأحمر والأزرق.
تصريح بيبو بحجم النادى الأهلى، يلجم الفتنة التي اندلعت من خارج استاد «الجوهرة الزرقاء»، واعتملت أثناء المباراة بين المتحمسين من الفريقين، مباراة وانتهت، ويبقى الود موصولا، والاستقبال هنا في القاهرة سيكون حافلا، في بيتهم ومطرحهم، وأنا ما شالتهم الرؤوس تشيلهم العيون، مصر بيت الكرم العربى، وستظل عنوانا للكرم، وما بيننا لا تغيره كرة طائشة، أو تصرف متفلت من الروح الرياضية الأخوية بين الجماهير المصرية والسودانية.
لن يعجب تصريح كابتن الخطيب، ولا سطور هذا المقال العاملين على الفتنة بين البلدين، ومعروف توجهاتهم، ويتبعهم الغاوون، الهلال في مصر في بلده الثانى، والسودانيون في مصر مرحب بهم في البيوت والمقاهى والشوارع والحوارى، السودانى في مصر في بيته، ضيفا عزيزا مقدرا، صاحب بيت، هذا لسان حال المصريين جميعا، والسودانيون يعرفون هذا وأكثر، ويعرفون القاهرة شق شق وحارة حارة ولا يشعرون بالغربة في «باب اللوق».
إدارة الأهلى كانت حكيمة في إدارة ملف مباراة السبت الماضى، وحكيمة قبلا في مباراة (فبراير ٢٠٢٠)، وما صحبها من أحداث، يومها رفض النادى الأهلى الكبير تقديم شكوى إلى الكاف، مراعاة لظروف الهلال الشقيق، فقط تكرار الفعل يستوجب تنبيه الكاف لما قد يحدث مستقبلا، وهذا حق مشروع يمارسه الأهلى وفق قواعد السلوك الرياضى والروح الرياضية، حفظا للحقوق، ولا يترتب عليه ما قد يخشى منه من ردة فعل من الجماهير الحمراء.
معروف عن الجماهير الحمراء عشق الفانلة الحمراء، ولكنها دوما عند حسن الظن بالأشقاء، وتستقبلهم بالأحضان، ليس أقرب إلى قلب المصرى من محبة الزول السودانى، بينهم كيمياء طبيعية بفعل تفاعل المكونات العاطفية بماء النيل.. أشقاء. الحس السياسى لإدارة الأهلى تشكر وتؤجر عليه، وسحب الشكوى ضد الهلال بعد تسجيلها في الكاف استكمالا لتصريح كابتن محمود الخطيب مقترح ضرورى، الهلال مدعو لسهرة كروية من سهرات شعب وادى النيل، وأذكركم عندما اختارت مصر ملعبا لمباراتها مع الجزائر في المباراة الفاصلة للوصول لنهائيات كأس العالم عام ٢٠٠٩، اختارت ملعب «أم درمان»، المسافة القلبية بين القاهرة وأم درمان تقطعها الأرواح في غمضة عين.
- حمدى رزق